عندما كنا صغارا كنا نردد أن الشتيمة تذهب إلى أبواب السماء ثم ترجع على صاحبها، وكان هذا القول يساهم في تقليل نسبة الشتائم من أفواه الصغار خوفا من الإثم! لذلك فإني أذكر كل من يقوم بإرسال نكتة تنتقص من جمال أو منطق أو ثقافة أو إيتكيت نساء مجتمعنا، أن عوائد هذه النكتة سوف ترجع إليه ولو بعد حين! لاتستغربون هذا الكلام! أليس لمن يرسل تلك النكتة التي تحط من شأن المرأة السعودية أليس له ابنة أو أخت أو قريبة تنتظر زوجا؟! إذا كانت الإجابة بنعم، فكيف يستبق حفل زفافها بتشويه صورتها والانتقاص منها أمام زوج المستقبل! ليقيم مقارنة ظالمة بينها وبين شريحة قليلة من نساء جنسية معينة! لقد قمنا كعادتنا باستخدام التقنيات الحديثة بما يسئ فتصلني بشكل مستمر من خلال (الواتس أب) رسائل تنتقص من المرأة السعودية! ننقاد أحيانا كالقطعان بلا تفكير بدعوى الضحك والتسلية فـ (نروج) لنكات تنتقص من تقديرنا لذوات أقرب الناس إلينا!! ثم إذا كانت المرأة السعودية أقل من غيرها في أمر ما، فإن الرجل هو السبب فنحن نعرف أن الرجال لهم الكلمة الأولى في البيت والمجتمع وسن النظم والقوانين! فالرجل غالبا هو السبب بكل ما هو جميل في سلوك وثقافة الفتاة السعودية أو ما ليس بجميل! ففي بعض الأسر لا يعتد برأيها، والرأي للذكور فقط وإن لم يكونوا (رجالا)! تربى على أنها درجة ثانية بعد الذكر في البيت وإن أصغر ولد له مكانة أكثر من البنت، ولأنها ليست ذكر فليس لها إلا السمع والطاعة حتى لصغار الذكور ثم تتوقع منها أن تكون كاملة الشخصية متحدثة ومثقفة، وهي لم تنل حظها من خبرات الحياة المناسبة لها كأنثى! ثم تتزوج شابا خبر كل شيء بما يتاح له من فرص فيتبين الفرق بينهما! إن النكت على المرأة السعودية في صورتها المنتقصة لها، يدينها بما لا ذنب لها فيه، بل بما فعل المجتمع معها من قصور! ثم يقارنها بغيرها مع أن أولئك الغير أحيانا قلة لا تمثل كل المجتمع!
إن هجومنا على نصفنا الآخر لا مبرر له وهو وإن كان نوعا من المزاح أو النكت فإن بعض المتخصصين يؤكدون أن هناك رسائل خفية قد لانشعر بها ولكنها موجودة في ثنايا النص المرسل أو المقروء أو المشاهد أو المسموع ولها تأثيرات لا يمكن الاستهانة بها!
نحن بحاجة إلى وقفة لنخفف عن بعض نسائنا مما يواجهنه من ظلم وقهر وطلاق تعسفي وتعليق وعضل من الذكور! لا أن نتجاهل ما يقع على النساء من ظلم، فنضيف على ذلك سخرية منهن بأمور نحن الرجال المسؤولين عنها سواء بنوعية تعليمنا لهن أو تربيتنا لهن في المنزل، لذلك أدعو كل شخص أن يفكر قبل أن يرسل رسالة تتهكم على السعوديات أن يعرف أن ابنته أو قريبته سوف تكون ضحية مستقبلية لأفكار سلبية سوف يكونها زوج المستقبل عنها! ولذلك فلن يستطيع أن يتخلص من موروث تعلمه من رسائل وسيترك ابنتك أو قريبتك (زوجته) خلفه عدة أمتار لأنك كنت تعاملها كذلك ولن يتخلص من صور سلبية قرأها في رسالة قد تكون أنت من أرسلها إلى شخص أرسلها إليه!! لذلك فالنكتة التي ترسلها ربما تبتعد عنك كثيرا لكن ضررها ربما عاد إليك بصورة أو بأخرى!
alhoshanei@hotmail.com