قرأت مقال «إني أرى» للكاتبة الأخت كوثر الأربش في عدد الجزيرة 14522 بتاريخ 12-8-1433هـ عن السياحة، تناولته كغيرها ممن كتب في هذا الموضوع وهو بلا شك هام ومستقبل باهر إذا ما تم استغلاله لما فيه من فرص العمل للشباب من الجنسين لا أقول بالآلاف بل أكثر من ذلك فهذه الشقق والنزل المنتشرة والتي لا ترقى لمستوى التمدن في بلادنا إذا استثنينا البعض في مكة والمدينة والفنادق المتخصصة وأيضاً القليل جداً في بعض الأماكن في المملكة يديرها وافدون لا يضيفون لجذب السياحة أي شيء ومعلوم أن السياحة في أي بلد يختص بها أهلها فهم من يستطيع خلق الطابع والسمة الخاصة وكما يُقال «السياحة صناعة» وأعجبني مواطن يستثمر في شقق مفروشة بإحدى المحافظات القريبة من الرياض في طريق القادمين من الكويت، تراه قريباً من موظفي الاستقبال لا يبتعد كثيراً يتلمس حاجات النزلاء يبادرهم بسلال الفاكهة ويضع ترامس القهوة مع التمر في الاستقبال لمن أراد حملها لشقته مجاناً حيث تُعد صباحاً ومساء وإن كانت هذه الترامس صغيرة في حجمها لكنها كبيرة في معناها، وقد زُينت ممرات المبنى بلوحات جميلة.. صور عن المحافظة أيام الربيع وبعض من تراثها واجتهد كثيراً لراحة النزلاء، ولعله يُوجد مثله في أماكن أخرى من المملكة ولكن تظل لا تذكر بجانب آلاف الشقق والفنادق العادية المنتشرة الرديئة في خدماتها وتتلاعب بالأسعار فالأيام العادية تؤجر الشقة بـ(250 ريالاً) وأيام الأعياد والمناسبات بـ(500 ريال) ولا أبالغ في ذلك، وهذه النقطة تحتاج لوقفة حازمة من الجهة المسؤولة وذلك بتحديد سعر متوسط للفترتين ففي هذا الأمر لو وضع سعر ثابت (350) يعرض في الاستقبال وعلى أبواب الشقق يحفظ للمستأجر وأيضا المؤجر حقه طوال العام، وأتمنى لو أن هيئة السياحة نافست في هذا المجال وأقامت شركة متخصصة في الشقق والمنتجعات يتم طرحها للاكتتاب العام وتبدأ في إقامة مجمعات سكنية مناسبة في كل مكان ومنتجعات صحراوية وعلى الشواطئ وفي جبال الجنوب وجيزان وكثفت ونوعت من ذلك يديرها أبناء المنطقة ملحق بها احتياجاتها من مطاعم وأسواق ونوادٍ ترفيهية للصغار والكبار وأيضاً بإمكان هذه الشركة شراء بعض محطات واستراحات الطرق التي يحتاجها المسافرون وتحويلها إلى استراحات عصرية واسعة ومتكاملة وأيضاً إنشاء جدد ولأنه مهما قيل وكتب عن وضعها الحالي الرديء لا أعتقد أنه سيصلح حالها وترتقي لحاجات المسافرين في ظل إدارتا من العمالة الوافدة والتي تجد من يتستر عليها، ولو توسعت هيئة السياحة في إيجاد المعاهد السياحية في كل منطقة ستجد من يدير هذه المشاريع بكل كفاءة والنجاح - بإذن الله - مضمون.
صناعة السياحة مسؤولية عدة جهات (النقل، البلدية، المرور، التجارة وحتى رجال الأعمال المتخصصون في هذا المجال) ولكن تظل هيئة السياحة هي التي في الواجهة لهذا نتمنى ألا يملوا من طلباتنا لأننا نتعشم منهم الكثير لمستقبل باهر كبير.. والله أسأل أن يوفقهم.
وعودة لمقال الكاتبة حيث تطرقت لجوانب كثيرة يحتاج كل جانب لمقال أتمنى أن أوفق أو غيري للكتابة عن جانب النظافة الذي أشارت إليه في عرض المقال فيكفي أن تذهب إلى شواطئ الشرقية أو الكورنيش عند شروق الشمس في نهاية الأسبوع أو أيام الأعياد لترى ما ترك المتنزهون من مخلفات يقشعر لها البدن من هول المنظر وحتى المتنزهات البرية القريبة من المدينة التي لا تصلها البلدية التي يخرج لها الأهالي وما يتركون بعدهم منها حتى انتشرت الفئران بهذه القمائم.
حيث لا بد من اجتثاث هذه الظاهرة التي ليست من ديننا وأخلاقنا ولا حتى مستوى التمدن لدينا. وفق الله الجميع.
وأخيراً وليس آخِراً تقدير وثناء لجريدة الجزيرة ممثلة بهذه الصفحة الجميلة. وتقبلوا تحياتي.
محمد عبد العزيز الدريويش - الرياض