|
بقلم: مارك دو رون :
غالباً ما يقلق المديرون من النزاعات التي تنشب بين أعضاء فريقهم، ويخشون أن يسهم أي دليل على وجود مشكلة في تقويض أدائهم. وغالباً ما تكون ردود أفعالهم الاعتيادية بتجاهل هذه النزاعات، على أمل أن تتبدّد في أي شكل من الأشكال.
ولكن، بدل ذلك على المديرين أن يدركوا كيفية إنشاء فرق تشعر بما يكفي من الأمان للتعبير عن آرائها المتباينة واستغلال منافع التنويع.
فحتى أكثر الفرق فعاليةً تكون عرضةً للنزاعات في بعض الأوقات. وثمة أسباب جيدة لهذا الأمر: تخضع الفرق المؤلفة من عناصر عالية الأداء عادةً لتوترات متناقضة، على غرار التعاون والمنافسة والثقة والتيقظ. وكل هذه التوترات مثمرة وقادرة على مساعدة فريقكم على تقديم أداء أفضل.
في ما يلي ثلاثة طرق لتكونوا أكثر ارتياحاً في التعامل مع النزاعات القائمة بين أعضاء فريقكم:
أولاً، احذروا الارتباك وعدم التمييز بين ما تبدو عليه الأمور وبين ما هي عليه فعلياً. فما يبدو لكم غير مجدٍ، قد يكون في الحقيقة فعالاً إلى حد كبير في تحقيق كافة الأغراض العملية. والنزاعات «السليمة» لا تقل عن سواها إزعاجاً كونها سليمة. والتناغم بين أعضاء الفريق الواحد قلّما تكون النتيجة المنبثقة عن الأداء، لا مسببه.
ثانياً، كونوا مبدعين وتمثلوا بالعقيد ستاس بريزوسكي الوارد ذكره في مقالٍ لمجلة «بيزنيس هارفرد ريفيو» عام 2003. وفي تفاصيل المقال أن بريزوسكي كان مسؤولاً عن فريق غير فعّال وفريسة النزاعات في «ويست بوينت» (West Point). ولما اعتبر بريزوسكي أن انعدام الثقة هو أساس هذه النزاعات، أجبر مجدفيه على التجمّع ودفع بكل اثنين منهم على مصارعة أحدهما الآخر. ومن خلال هذا التمرين، أدرك أعضاء الفريق مدى قوّتهم الجسدية وقدرتهم على المنافسة. وعليه، قدموا في السباق الكبير التالي لهم أفضل ما لديهم، متفوقين على أي أداء قدموه أثناء التمارين.
وأخيراً، ذكّروا فريقكم أنّ الخلاف في الآراء لا يمكن تفاديه كما أنه نافع. ولطالما كان إنشاء فريق عمل يحتّم على أشخاصٍ التعامل مع أشخاص آخرين يمكن أن يتسببوا لهم بالإزعاج من وقتٍ إلى آخر. ولكنّ هذا النوع من الخلافات أمرٌ مهم جداً، ليس لكونه يكشف عن افتراضات ويوسع دائرة المعلومات المتاحة فحسب، بل لأنه يفصح عن أكثر ما يثير اهتمام الأطراف المعنية.
وفي الختام، يُذكر أن الإنسان هو حيوان اجتماعي. ومن هذا المنطلق، لا بدّ أن نركّز اهتمامنا على إرساء مساحات آمنة ليعبّر في إطارها عن حقيقته ويقوم بالمجازفة. فإن نجحنا في تحقيق هذه الغاية، ستكون الفرق الفعّالة نتيجةً طبيعيةً لذلك.
* (مارك دو رون هو أستاذ مساعد في مجال التنظيم والاستراتيجيات في معهد «جادج بيزنيس سكول» (Judge Business School) في جامعة «كامبريدج». يحمل كتابه الأخير عنوان: «ثمة أنا في كل فريق» (There Is an I in Team).)