بدأت كتائب الأسد بمشاركة الطيران الحربي والشبيحة تنفيذ برنامج بشار الأسد بإنهاء الأزمة السورية وإخماد الثورة الذي عرضه على كوفي عنان والذي أطلق عليه برنامج «الخطوة خطوة لإنهاء العنف» والبرنامج كما كشفت مجزرة التريمسة التي راح ضحيتها 250 مواطناً سورياً، فيما تذكر تقارير في داخل سوريا بأن الأرقام ارتفعت إلى أكثر من 300 شهيد.
خطة بشار الأسد التي عرضها على كوفي عنان والتي أخذ مبعوث موسكو وطهران يروج لها تعتمد على إخماد الثورة في المدن السورية عبر قمعها بأشد الوسائل قسوة مثلما حدث في قرية التريمسة التي لا يتجاوز عدد سكانها بضع آلاف والتي تقع في ريف حماة وسط سوريا وقد هدف نظام بشار بارتكاب هذه المجزرة وقتل كل هذه الأعداد إلى ترويع أهالي المناطق الثائرة وإجبارهم عن التخلي عن دعم الجيش السوري الحر، فقد وجه الطيران الحربي من طائرات مقاتلة ومروحيات إلى قصف القرية في ساعات الفجر واستمر القصف لخمس ساعات، أتبعها قصف مدفعي لمنازل القرية التي احتمى بها السكان، وبعد ذلك هاجم القرية مجاميع من الشبيحة التي أجهزت على ما تبقى من المواطنين وقاموا بذبحهم بالسكاكين ومنهم عوائل بكاملها بما فيهم الأطفال والنساء.
التسجيلات التي أظهرتها أشرطة الفديو أظهرت أن معظم الضحايا من الأطفال والنساء والشباب الذين كانوا يرتدون الملابس المدنية قضوا ذبحًا.
مجزرة التريمسة بكل ما تمثله من بشاعة وتجاوز لكل القيم الإنسانية والأخلاقية هي مقدمة لما ستقوم به كتائب بشار الأسد والشبيحة لتنفيذ برنامج «الخطوة خطوة» الذي اتفق بشار الأسد مع كوفي عنان على تنفيذه لإنهاء العنف، ولهذا فإن بشار الأسد ونظامه وكتائبه وشبيحته ليسوا وحدهم المسؤولين عن هذه الجريمة المروعة، بل إن المسؤول عن هذه الجريمة وعن سابقاتها وما سيتبعها، كوفي عنان والروس والإيرانيون وكل من يعرقل اتخاذ إجراءات رادعة لعملية توقف جرائم الأسد، بل إن تنفيذ هذه المجازر بتواطؤ مع كوفي عنان والروس والإيرانيين، فالقصد منه إعادة التوازن بعد أن فقدت قوات النظام السوري أكثر من نصف مساحة سوريا التي أصبحت تحت سيطرة الجيش السوري الحر، وهو نفس الأسلوب الذي اتبعه كوفي عنان في المهام الدولية التي «توسط فيها»!!! وهو ما حصل في رواندا التي كانت التي كانت حصيلة وساطة كوفي عنان 800 ألف قتيل عندما كان مسؤولا في قوات السلام التابعة للأمم المتحدة، وهي نفس نتيجة وساطته في حرب البوسنة والهرسك، وما حصل في العراق إبان تسلمه أمانة الأمم المتحدة، فهذا الوسيط غير النزيه له سجل مريب في تسهيل عمل القتلة والتغطية عليهم وإعطائهم فترات زمنية لتنفيذ برامجهم.
أعيدوا فتح ملفات كوفي عنان في مذابح رواندا والبوسنة والهرسك والعراق لتفهموا أسلوب تغطيته على مجازر الأسد، ولهذا يجب التخلص منه قبل أن يتجاوز ضحايا سوريا ضحايا رواندا والبوسنة والهرسك.
jaser@al-jazirah.com.sa