فاصلة:
(في البحر الهادئ يصبح الجميع ملاحين)
-حكمة لاتينية-
كثيراً ما أستمع إلى أحلام شابة تتوق إلى الدراسة في الخارج، وكثيراً ما تكون طموحات مشعة بالأمل، لكنها يقتلها الخوف من عدم إتقان اللغة الإنجليزية.
وأتساءل: مَنْ زرع فينا الخوف من هذه اللغة أو الخوف بشكل عام من التعلُّم؟
أما الخوف من التعلُّم فهو مسؤولية الأسرة التي لا تترك للطفل مجالاً أن يتعلَّم ويكتسب مهارات الحياة، وذلك بممارسة أحد الأسلوبين، إما التسلط أو الحماية الزائدة؛ فيكبر الطفل وهو خائف من الإقدام على أي تجربة جديدة؛ لأن ثقته بنفسه وقدراته لم تتكون في الطفولة بشكل سليم.
لكن الخوف من اللغة الإنجليزية مسؤولية مشتركة بين البيت والمدرسة؛ فالأول يساهم بالتخويف من هذه اللغة، إما لجهل منه أو لنمط سلوكي اعتاده في تعامله مع الطفل ومتابعة تعليمه المدرسي.
أما المدرسة فإنها عبر أسلوب التعليم النمطي لتدريس اللغة تساهم في القلق من تعلمها؛ حيث لا تجعل الطفل يحب اللغة، إضافة إلى أننا فقط مؤخراً آمنّا بتدريس هذه اللغة في المرحلة الابتدائية، وهذا يعني أن الأجيال السابقة لم تتعرف على هذه اللغة مبكراً.
هذه الأجيال هي اليوم التي تتردد في الدراسة في الخارج، وبعضها يتعثر في تعلمه، ويعود دون أن يكمل حلمه.
والبعض يجد مبررات كالعمر والقدرة الذهنية تفسيراً لتعثره في اكتساب مهارة اللغة، مع أن العلم يؤكد أن الدماغ قادر على تعلم كلمة جديدة في أقل من 15 دقيقة.
والباحثون المختصون بعلم الأعصاب في جامعة كامبردج يؤكدون أن كل ما يحتاج إليه المرء هو الاستماع إلى كلمة 160 مرة خلال هذه الفترة، وبعد ذلك سيكون الدماغ قد أنشأ شبكة كاملة من الخلايا العصبية الجديدة، مهمتها تذكر هذه الكلمة تحديداً.
موضوع تعلُّم اللغة الإنجليزية أبسط من أن يهدم حلماً جميلاً هو فقط يحتاج إلى الرغبة والدافعية في تعلم الجديد.
nahedsb@hotmail.com