|
دمشق - موسكو - باريس - واشنطن:
في وقت تجهد الدول الغربية من أجل التوصل إلى قرار في مجلس الأمن الدولي يتضمن فرض عقوبات على النظام في حال لم يضع حداً لأعمال العنف،هزت العالم مجدداً مجازر جديدة في سوريا وتحديداً في قرية التريمسة أذ أكد ناشطون في وقت متأخر من مساء أمس بمقتل أ كثر من 200 شخص معظمهم ذبحوا بالسكاكين وذكر الناشطون أن معظم الجثث عثر عليها في مساجد مشيرين إلى أن القوات السورية كانت قد حاصرت القرية منذ فجر أمس حتى السادسة مساءً.
بالمقابل لوحت روسيا أمس الخميس باستخدام الفيتو لمنع صدوره في حال أحيل إلى التصويت. وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمس بحسب ما نقلت عنه وكالة انترفاكس للأنباء (إذا قرروا هذا الأمر (إحالة المشروع على التصويت) مع علمهم بأن هذا النص مرفوض بالنسبة إلينا عندها لن ندعه يمر) . وأضاف ان (مشروع القرار بمجمله غير متوازن) فهو يفرض (موجبات) على الحكومة السورية وحدها وبالتالي فهو (مرفوض) بالنسبة لروسيا.
وكانت الدول الغربية الكبرى في مجلس الأمن الدولي قد طرحت أول أمس الأربعاء مشروع قرار يمهل النظام السوري عشرة أيام لوقف استخدام الأسلحة الثقيلة في المدن الخارجة عن سيطرته تحت طائلة فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية عليه. وجرى تسليم مشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا الأربعاء إلى باقي أعضاء مجلس الأمن . وعلى مجلس الأمن اتخاذ قرار جديد حول سورية لتجديد تفويض بعثة مراقبي الأمم المتحدة في هذا البلد قبل انتهائه في 20 يوليو.
وبالمقابل أكدت سورية انشقاق سفيرها في العراق نواف الفارس أول أمس الأربعاء وأكد بيان لوزارة الخارجية السورية ان الفارس أدلى بتصريحات إعلامية تتناقض مع واجبه الوظيفي بالدفاع عن مواقف القطر وقضاياه الأمر الذي يستوجب المساءلة القانونية والمسلكية. وأضاف ان الفارس (كان قد غادر مقر عمله في سفارة الجمهورية العربية السورية في بغداد دون الحصول على موافقة مسبقة من وزارة الخارجية كما تنص التعليمات المعمول بها في السلك الدبلوماسي وبعثاتنا الدبلوماسية). وتابع البيان (تعلن وزارة الخارجية والمغتربين أن نواف الفارس قد أعفي من مهامه أصولا ولم يعد له أي علاقة بسفارتنا في بغداد أو بوزارة الخارجية والمغتربين). بدورها وصفت الولايات المتحدة أمس الخميس انشقاق السفير السوري في بغداد بأنه (مؤشر إضافي على يأس) نظام الرئيس بشار الأسد. وبعد تأكيد المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية جاي كارني انشقاق نواف الفارس علق بالقول ان (رد فعل الحكومة السورية كان (لا يمكنك الاستقالة أنت مطرود). وأضاف ان هذا الانشقاق مؤشر إضافي على يأس بدأ يحيط بنظام الأسد. وكان الفارس قد دعا في بيان مسجل له الجنود السوريين إلى أن يحذوا حذوه ويوجهوا أسلحتهم إلى القيادة في دمشق. وقال الفارس أدعو كل شرفاء وأحرار سورية خاصة العسكريين منهم إلى الالتحاق فورا إلى صفوف الثورة والذود عن الوطن والمواطنين. ولم يذكر الفارس أسباب انشقاقه لكنه قال مرارا إن القوات الحكومية كانت تقتل المدنيين خلال حملتها على الانتفاضة التي مضى عليها 16 شهرا. وجاء انشقاق السفير الفارس بعد أسبوع تقريباً على انشقاق العميد مناف طلاس الذي أكدت فرنسا أمس أنه أقام اتصالات بالمعارضة السورية. وأوضح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس الخميس خلال لقاء مع جمعية الصحافة الدبلوماسية (إنني علمت بأن هناك تقارباً بين المعارضة والعميد ) لقد حصلت اتصالات في هذا الاتجاه) .