ودعت المدينة المنورة الأديب الدكتور محمد العيد الخطراوي -رحمه الله- أحد أعلام الأدب والفكر؛ حيث ساهم في بلورة الفكر الثقافي في بدء نهضتنا الثقافية فكان له أثر بارز وهو أحد المؤسسين للنادي الأدبي في المدينة. لقد تعرفت عليه 1377هـ حينما عمل مدرساً بمعهد المجمعة العلمي مدرساً للغة العربية، واستمرت صلتي به مدة طويلة، ولقد كان باحثاً دقيقاً متعمقاً في اللغة العربية وآدابها، وبعد حصوله على الدكتوراه عمل مدرساً بالجامعة الإسلامية، وفي كلية التربية فرع جامعة الملك عبدالعزيز رئيساً لقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، وأشرف على مجموعة من الرسائل الأدبية ولقد التقيت به في عدة مناسبات أدبية في الرياض وفي المدينة المنورة فعرفته شاعراً مبدعاً له دواوين شعرية وراصداً للحركة الأدبية والثقافية، ويتمتع بثقافة موسوعية وغيرة على اللغة العربية ومطلع على كثير من روافد الثقافة العربية الأصيلة وتراثها الخالد. كما أن إنتاجه الثقافي متعدد المجالات - إن إنتاجه الفكري جدير بالدرس والتحليل لإلقاء الضوء على تاريخنا الأدبي في حقبة من حقب خطونا الحضاري ونهضتنا الفكرية - رحم الله الفقيد الذي ختم مؤلفاته بتفسير للقرآن.
وبعد: فإن مناحي القول في مؤلفاته وكتبه لا يتسع المقام لها لتعددها؛ فهو رائد من رواد الأدب والثقافة ومدافع عن العربية الفصحى، وعزاؤنا فيه ما تركه من سيرة حسنة وأعمال ثقافية، وإيماننا بأن هذه غاية كل حي والكل إليها يسير، وكأن لسان محبيك وأصدقائك يرددون قول القائل:
إني أعزيك لا إني على ثقة
من الخلود ولكن سنة الدين
فما المعزي بباق بعد صاحبه
ولا المعزى وإن عاشا إلى حين
عضو جمعية التاريخ والآثار بجامعات دول مجلس التعاون