يواصل الفلسطينيون الرسميون في رام الله التحقيق في وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.
ياسر عرفات الذي مات في أحد المستشفيات الفرنسية في باريس قيل وقتها أنه مات مسمماً، وبعد أن دفن دُفن السر معه حتى قامت محطة الجزيرة الفضائية القطرية بإثارة الموضوع من جديد حيث اتفقت القناة مع معهد «رادي يشيفيزيكس» السويسري على إجراء بحث علمي وتقصٍّ بعد أن قدمت المحطة عدداً من المقتنيات الشخصية للزعيم الفلسطيني وقطعاً من ملابسه الداخلية استعملها قبل فترة وجيزة من وفاته.
النتائج التي توصل إليها علماء المعهد الفيزيائي المتخصص عزز الشكوك التي كانت سائدة حول تعرض الزعيم الفلسطيني إلى إشعاعات تصيب من يتعرض لها بسموم تسبب في تدمير الجهاز الهضمي وتدمير أجهزة الجسم الباطنية، ويكون تأثيرها متدرجاً ويظل يتصاعد حتى يقضي على الشخص الذي يتعرض لها، ومن آثارها الإسهال الشديد ثم هزال الجسم وتوقف أجهزة الجهاز الهضمي على القيام بدورها وامتناع من يتعرض لتلك الإشعاعات عن تناول الأغذية، وهي نفس الأعراض التي تعرض لها الزعيم الراحل قبل وفاته.
بعد إعلان قناة الجزيرة النتائج التي توصل إليها المعهد السويسري تحركت الرئاسة الفلسطينية وشكل الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس لجنة تحقيق برئاسة اللواء توفيق الطيراوي والتي حصلت على موافقة أسرة عرفات وزوجته على نبش قبره والحصول على «عينة» من خلايا الجسم بمعرفة مختص من المعهد السويسري، وقد أصدر مفتي فلسطين «فتوى» تجيز ذلك، إلا أن الاختصاصيين في المعهد السويسري لم يصلوا بعد إلى رام الله رغم أن لجنة التحقيق الفلسطينية طلبت من المعهد إيفاد طاقم علماء وخبراء تمهيداً لأخذ عينة من رفاة عرفات. ويظهر أن هناك عراقيل إسرائيلية تمنع وصول طاقم المعهد السويسري، إضافة إلى تكاليف عمل وتنقلات أفراد الطاقم.
لجنة التحقيق الفلسطينية ذكرت أنها تحقق في احتمال تورط عميل فلسطيني وظفته إسرائيل لدس السم «الشعاع القاتل» وأنها خلصت إلى أن هذا الشعاع القاتل «السم» هو الأداة التي وظفتها إسرائيل للتخلص من عرفات، وكون إيصال هذه الأداة إلى ملابس عرفات ومقتنياته الشخصية لا يمكن أن يقوم بها إلا شخص مقرب ومقرب جداً من عرفات، ولهذا فإن الفلسطينيين يتخوفون من أن تستغل هذه التحقيقات للتخلص من شخصيات فلسطينية أخرى كانت قريبة من عرفات.
من هذه الشخصية؟ وما هي المادة المسممة والغاز المشع؟
أسرار ينتظر الفلسطينيون والعرب وكل من كان يتابع عرفات أن يعرفها بعد الكشف عنها، إن تم الكشف الحقيقي لما جرى.
jaser@al-jazirah.com.sa