اقترب شهر رمضان، شهر الخير والإحسان، شهر التوبة والغفران، الذي فرض الله على كل مسلم صيامه وقيامه.

ولما لهذا الشهر الفضيل من مكانة في النفوس فإنه حري بنا أن نستقبله بقلوب بيضاء ونقيّة وبنفوس عامرة بالإيمان والحب وأن يكون كل واحد منَّا ملتزماً بروح

التعاون والتواصي والتراحم لأن في ذلك استمرار المجتمع على الخير والبعد عن كل العوامل الهدَّامة، لهذا لا بد من إخلاص النيَّة ومسح كل ما في الأنفس من بغضاء وكراهية لأي كائن من كان..؟ من الأقارب والجيران..!

ولن يتحقق ذلك إلا من خلال نظرة الفرد إلى بناء مجتمعه كما ينظر إلى بناء أسرته، وينبغي أن ندرك جيداً أن أخطر الأمور التي تهدّد المجتمع وبناءه وتقدّمه وتطوره وتؤدي إلى انهدامه من الداخل هو انتشار العدوانية بين أفراد المجتمع، وفي ذلك تحويله إلى مجتمع فاشل لا قيمة له لأن حياته الاجتماعية تحوّلت إلى جحيم لا يُطاق.

إذاً ما الذي يمنعنا ونحن نستقبل هذا الضيف الكريم من القيام بكل ما يتطلبه منَّا العمل الصالح في شتى أنواعه وأغراضه ونتسابق في كل أعمال الخير والبر بإخلاص وإنكار الذات للقيام بإزالة العداوات والمشاحنات وعدم التكبر على الغير وتسهيل أمور الناس وعدم عرقلة مصالحهم. وتأكّدوا أنه عندما تسود روح الأخوة بين الناس فإن كل المشاكل التي تؤثّر على الحياة اليومية للفرد ولأسرته ولمجتمعه ستزول تماماً بحول الله.

إن كل واحد منّا عليه واجبات وله حقوق لا بد من تعلّمها وتطبيقها قولاً وفعلاً ومن أهمها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وصلة الرحم ومد يد العون للمحتاجين والمعسرين وإصلاح ذات البين والتجاوز عن أخطاء الآخرين والتسامح والتآلف والمحبة والتراحم والتقيّد بأخلاق الإسلام ونبذ كل الأساليب التي تؤدي إلى التفرقة.

وعلينا الإدراك أننا في هذا الوطن شعب واحد وهدفنا واحد وأفكارنا موحَّدة؟

استقبلوا ضيفكم بقلوب تنبض بالحب وترفض الكراهية إنه شهر الخير والتسامح.