هل يمكن أن تنجح جهود الوسيط الدولي لسوريا كوفي عنان في الوصول إلى وقف لإطلاق النار ومصالحة سياسية في سوريا؟ إجابة هذا السؤال مازالت صعبة حتى بعد توصل الدول الكبرى في المجتمع الدولي إلى اتفاق على ضرورة تشكيل حكومة انتقالية تضم أعضاء من الحكومة السورية الحالية ومن المعارضة لتولى إدارة شئون البلاد الغارقة في الحرب.
والحقيقة إن الإنجاز الذي حققته مجموعة العمل من أجل سوريا التي اجتمعت في جينيف هو الاتفاق على أن التسوية السياسية للأزمة هي الحل الصحيح. كما أنه من الأنباء السارة حصول جهود وسيط الأمم المتحدة كوفي عنان على دعم كل الدول الكبرى في العالم. فقد أعلنت الصين دعمها القوي لجهود عنان.
ولكن وزير خارجية الصين يانج جي شي قال إن أي تسوية سياسية يجب أن تنطلق من الشعب السوري وأن تكون مقبولة من كل الأطراف في سوريا وأنه لا يمكن لأي قوى خارجية فرض أي اختيار على الشعب السوري كما لا يمكن فرض أي حل سياسي على الشعب.
و رغم حقيقة أن الإجماع الدولي على حتمية التسوية السلمية هو خطوة للأمام فإن تطبيقها يظل أمرا صعبا. فمازالت الولايات المتحدة وروسيا مختلفتين حول ما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد سيكون شريكا في الحكومة الانتقالية أم لا، رغم إعلان عنان أن هذه الحكومة ستضم أعضاء من حكومة الأسد والمعارضة. كما أنه مازال على الدول الكبرى مواصلة التشاور حول هذه القضية، وكذلك تقديم دعم ملموس من أجل الوصول إلى الاتفاق المطلوب وتطبيقه.
وهناك عقبة أخرى تواجه جهود إنهاء الأزمة السورية، وهي: هل ستقبل الحكومة السورية والمعارضة الخطة الدولية حيث إنه لم يشارك أي ممثلين للحكومة ولا المعارضة في اجتماعات جنيف.
ومع ذلك، فالحكومة السورية والمعارضة يجب أن تدركا أن استمرار الصراع بينهما يهدد بخروجه عن السيطرة والتحول إلى حرب أهلية شاملة وهو أمر لا يخدم مصالح أي طرف منهما.
كما يجب أن يدرك الطرفان مدى أهمية التعاون بينهما من أجل مستقبل البلاد والشعب.
والحقيقة أن إنجاز اجتماع جنيف يتمثل في تقديم خيار آخر متاح أمام هؤلاء الذين يريدون إنهاء العنف وتحقيق المصالحة الوطنية في سوريا. فقبل هذا الاجتماع كانت الخيارات المطروحة تتمثل في التدخل العسكري الخارجي لإسقاط نظام بشار الأسد أو ترك الأمور تتدهور لتدخل البلاد دائرة الحرب الأهلية الشاملة. لذلك فاللحظة الراهنة حيوية بالنسبة لسوريا.
وخطة الحكومة الانتقالية هي أفضل فرصة لتحقيق السلام هناك ولا يجب أن يهدر طرفا الصراع هذه الفرصة.
افتتاحية (تشاينا دايلي) الصينية