لا أعتقد أنّ هناك تفاوتاً في مفهوم الخيانة، فهي مرتبة واحدة ليس فيها تعدُّد أو تنوُّع كما تحتمل المصطلحات البراغماتية الأخرى.
جميعنا يتفق أنّ الولاء للوطن وللقيادة مطلبٌ شرعيٌّ قبل أن يكون وطنياً؛ وأنّ الإخلال أو المساس بأيٍّ من هذه الثوابت الراسخة هو خيانة لله ولرسوله، وجريمة تعاقب عليها جُل القوانين البشرية.
جاء اعتقال نمر النمر ليؤكد للجميع بأنّ وزارة الداخلية لن تتهاون مع كلِّ شخص تسوِّل له نفسه الإساءة إلى الدين والمجتمع، ورموز هذا الوطن الذين أفنوا حياتهم في بنائه ورفعته.
سئمنا من ترهات نمر النمر التي يؤذي بها أسماعناً في كلِّ يوم يتقدم فيه الوطن خطوةً إلى الأمام، فهذا الرجل الذي يسمِّي نفسه (شيخاً) أو (آيةً) لا يعرف سوى الكلام القبيح الذي لا يخرج عن دائرة السبِّ والشّتم والإيذاء المعنوي للذات الإنسانية عامة، فكيف بالعرب والمسلمين والسعوديين خصوصاً، الذين ضجروا من سماع هذه السموم التي ينفثها النمر عبر مختلف قنوات الشبكة العنكبوتية.
النمر يؤكد في أكثر من موضع في خطبته التي ألقاها في جامع الإمام الحسين بن علي - رضي الله عنهما -، أنه مع إيران (قلباً وقالباً!) فأيُّ ولاءٍ يمكن أن يكون لدى هذا الرجل الذي تحرِّكه هذه الدولة (الكسروية)، ولماذا لا يطلب من الحكومة الإيرانية (التي يمون عليها) إيقاف الاحتفال بعيد النيروز (المجوسي) الذي تُقَدّس فيه النار، ولماذا لا يطالبهم أيضاً بإطفاء معابد النيران التي لا زالت توقد فيها شُعَل مجد المجوسية، من عهد كسرى أنوشروان وحتى يومنا الحاضر ؟! ولماذا لم يعترض على حكومة طهران عندما سمحت بمرور مئات الأطنان من المخدِّرات عبر حدودها وبسجلات مرور موثّقة إلى أرض المملكة ؟! أم أنّ حواسه معلّقة بالفرس الذين يمجِّد لهم آناء الليل والنهار ! فقلبه منشغل بسبِّ صحابة رسول الله - رضوان الله عليهم - وشتم أطهر الناس وأكثرهم عفّة.
استمعتُ إلى أغلب خطب النمر ولم أجد فيها كلاماً عقلانياً أو تفسيراً منطقياً لهجومه وحدته الهمجية؛ سوى أمرين أولهما: تنفيذ لتعاليم ولائه الخارجي التي تهدف إلى زعزعة أمن الوطن واستقراره، وثانيهما: الغوغاء؛ الذي هو من صميم التركيبة النفسية لهذا الرجل، وهذا مرض نفسي خطير لا بدّ من علاجه، والأخطر من ذلك أنّ المريض بهذا الداء لا يدرك سقمه إلاّ بعد أن يورد نفسه ومن معه المهالك.
يبقى السؤال الأصعب في هذه القضية، لماذا يمارس نمر النمر هذا السلوك الشاذ ويعلن ولاءه باستمرار إلى إيران ؟ الأمر الذي لا يعرفه بعض المتعاطفين مع هذا الشخص، أنه هاجر إلى (فارس) عام 1399هـ فتم تجنيده من قِبل الاستخبارات الإيرانية؛ وظلّ متنقلاً بين طهران وسوريا، حيث وجدت هذه الجهات المشبوهة في هذا الغوغائي الأداة المناسبة لإثارة الفوضى والفتن والقلاقل في البلاد المجاورة الآمنة، وأكبر دليل على ذلك انشغاله بدول الخليج فقط ألدّ أعداء إيران! فهذا المخلوق أبعد ما يكون عن المذهب الشيعي، وعن أخلاق أئمة الشيعة العقلاء، فهو ينفّذ خطط وأجندات خارجية تموّلها حكومة طهران التي يطبل لها آناء الليل والنهار، فلا يمكن أن يتجرّأ وينقد أيّ فعل تقوم به حكومة نجاد.
أين أنت يا نمر عن المجازر التي تقوم بها الحكومة السورية ليل نهار ضد الأطفال الذين تقطّع رؤوسهم، والنساء اللاتي تُبقر بطونهنّ ويتم التمثيل بها ! أم أنّ هؤلاء فوق النقد يا نمر !
الشيء الذي يجب أن يفهمه الإخوة الشيعة من المواطنين وغيرهم، أنّ ما تقوم به حكومة طهران (الفارسية) ما هو إلاّ محاولات (قذرة) للانتقام من العرب والمسلمين، بإعادة مجد دولة فارس والثأر لقتلى الفُرس الذي اندثروا في معارك ذي قار ونهاوند والقادسية، فلا تكونوا أداةً سهلة في يد من لا يريد بكم الخير.
Alfaisal411@hotmail.com