سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة
الأستاذ خالد بن حمد المالك وفّقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
إشارة إلى ما كتبه الكاتب سلمان بن محمد العُمري في صحيفة الجزيرة في عددها رقم 14519 الصادر في يوم الجمعة 9 من شهر شعبان لعام 1433هـ في عموده الصحفي رياض الفكر تحت عنوان: (سيوطي الزلفي).
وحيث تساءل في خاتمة مقاله قائلاً: تفاءلت بقيام الجمعيات السعودية المتخصصة، وكنت أعتقد أن من بين أهدافها الرئيسة دعم ونشر الكتب المتخصصة لأعضائها أو لمن يحملون انتساباً للعلم الذي تسهم الجمعية في خدمته، ومع الأسف كان الواقع غير المأمول، وحبذا لو أن الجمعيات سعت إلى دعم النشر العلمي حتى نرى كتابنا السعودي محلقاً في أفق العلم والمعرفة في الخارج، لا سيما أن إشراف الجمعيات على إصدار هذه الكتب سيعطيها من القوة العلمية لا المهنية الشيء الكثير.. وإنني أوافق أستاذنا الكريم فيما ذهب إليه من ضرورة دعم الجمعيات العلمية المتخصصة للمؤلفات العلمية سواء من حيث طباعتها أو من حيث نشرها وتوزيعها.
وفي الحقيقة فإن هذا هو ما تقوم به هذه الجمعيات رغم محدودية دخولها لكنه لا يزال دون المأمول للعديد من الأسباب يأتي في مقدمتها ضعف الإمكانات المادية وعدم تعاون الباحثين في نشر إنتاجهم العلمي. فإن من الأهداف الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب على سبيل المثال: العناية بالتراث العلمي في مجال تخصص الجمعية تحقيقاً ودراسةً ونشراً. وقد وضعت شروط معيّنة لطباعة ونشر الكتب والرسائل العلمية؛ فما كان صالحاً للنشر من ناحية محتواه العلمي والحاجة إلى نشره تمت طباعته ونشره.وقد ابتدأت الجمعية في هذا المسعى قريباً فعلى سبيل المثال في عام 1433هـ قامت لجنة البحث العلمي في الجمعية العلمية السعودية بتحكيم تسع رسائل علمية وبحوث، وتم اعتماد نشر سبع منها، كما تمت طباعة رسالة علمية متخصصة وبحث علمي متخصص، ولا يقتصر دور الجمعية على طباعة الكتب وتوزيعها فقط، بل يتعدى ذلك إلى نشر البحوث العلمية المتخصصة في مجلة الجمعية 1430هـ، ففي عام 1431هـ تم استقبال 116 بحثاً لتحكيمها. وتم اعتماد نشر 48 بحثاً. إضافة إلى نشر العديد من البحوث والكتب والرسائل العلمية على صيغة Pdf ، حيث تمت إضافة عدد من البحوث في العقيدة ويبلغ عددها 91 بحثاً في نفس العام، وإضافة عدد من الإصدارات الجديدة في العقيدة وهي 160 إصداراً. وفي العام 1433هـ تم تحميل 260 بحثاً، وتم وضع 20 كتاباً باللغة العربية، وكتاب باللغة الفرنسية، وكتاب باللغة الإنجليزية. وتم إضافة معلومات متكاملة عن الإصدارات الجديدة تزيد عن أكثر من 240 إصداراً، إضافة إلى تحميل أكثر من مائة مخطوط. بالإضافة إلى وضع مئات المواد الصوتية من الدروس العلمية والمحاضرات التي تجاوزت 700 مادة صوتية وكذلك العدد الكبير من المقالات التي يتم نشرها.
وتسعى الجمعية إلى نشر الكتب العلمية والبحوث والرسائل بلغات مختلفة منها: الإنجليزية، الفرنسية، الإندونيسية، التركية، الفارسية، الأوردية.
وتخاطب الجمعية الجامعات والجهات العلمية المتخصصة لطلب تزويدها بالرسائل العلمية والكتب والبحوث لطباعتها ونشرها.
وفي الختام فإن الدعوة موجهة لأهل التخصص لتقديم ما لديهم من بحوث أو كتب أو رسائل علمية لعرضها على اللجنة المختصة ثم طبعاتها عند إجازتها، لكن في الحقيقة هناك بعض المؤلفين الذين يحتفظون بمؤلفاتهم ولا يتقدّمون للجمعيات العلمية لطلب طباعتها ونشرها. وإنني أدعو هؤلاء الإخوة إلى المسارعة في طباعة هذه المؤلفات، وتدارك ما قد يكون عليها من ملاحظات فإنها عند طباعتها يستفيد منها طلبة العلم خاصة وعامة المسلمين.
كما أدعوة الإخوة الموسرين إلى دعم هذه الجمعيات العلمية التي تعنى بحفظ تراثنا العلمي، فإن طباعة الكتب العلمية النافعة هي من الصدقة الجارية التي تبقى لصاحبها بعد وفاته، لما ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).
والله الموفّق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
د. نهار بن عبدالرحمن العتيبي