بقلم: غايل تزيماك ليمون:
في ظل اقتصاد عالمي شديد الترابط، حيث تؤدي أحياناً ثغرات أمنية في إحدى أنحائه إلى كوارث اقتصادية في أنحاء أخرى، من مصلحة الجميع أن يسعى لتعزيز الأمن والازدهار في كافة الأماكن.
ويُذكَر أنني بهذا الصدد اعتبرت في بحث موجَّه إلى «مجلس العلاقات الخارجية» أن النمو الاقتصادي في أكثر دول العالم هشاشةً بالتحديد يُعتبَر عاملاً حيوياً للاستقرار.
وبالنسبة للدول الضعيفة، فإن الصدمات الاقتصادية السلبية بنسبة 5 في المئة فقط بإمكانها أن تزيد مخاطر نشوب حرب أهلية بنسبة 50 في المئة في المقابل تقريباً.. إلا أن المساعدات الخارجية، التي قد تشكّل ما يقارب 97 في المئة من إجمالي الناتج المحلي للبلاد، لا تعتبَر حلاً على المدى الطويل بالنسبة للمواطنين في هذه الدول.. أما تشجيع مبادرات المشاريع الجديدة بالتحديد في أوساط الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، فبإمكانه أن يعزز نمواً اقتصادياً أكثر استدامةً واستقراراً.
هذا ولا بد من الإشارة إلى أن تدريب المهارات يُعَد عنصراً أساسياً في تعزيز النمو، لا سيما وأن أصحاب المشاريع الجديدة غالباً ما يفتقدون إلى التدريب في عملية مسك الدفاتر وقد يفتقرون أيضاً إلى الدراية في كيفية الحصول على قرض مصرفي.. ولحسن الحظ، كانت منظمات عديدة بدأت بالتعامل مع هذا التحدي:
- يستند «مجلس الأعمال للسلام» في عمله إلى مبدأ أن استحداث الوظائف قد يعزز الاستقرار الوطني على نطاق أوسع.. ويعمد المجلس من خلال برنامج «فاست رانر» إلى الجمع بين أصحاب مشاريع جديدة في أفغانستان، ورواندا، والسلفادور من جهة وخبراء في مجال الأعمال الذين يقترحون تخصيص وقتهم ووضع إرشادهم في خدمة أصحاب هذه المشاريع، وإنما ليس أموالهم. هم بالتالي يقدمون الاستشارات لأصحاب المشاريع الجديدة حول مسائل مثل التمويل والتسويق والموارد البشرية.
- تقدّم «مؤسسة التمويل الدولية» أيضاً تدريباً في مجال الأعمال للشركات الصغيرة الحجم في مناطق استقرارها مثل أفغانستان والعراق، وكانت تولّت تدريباً مماثلاً لأكثر من 135 ألف شخص منذ أيار - مايو 2010.
- تركّز كل من «مؤسسة شيري بلير» للمرأة و»مبادرة العشرة آلاف امرأة» التي أطلقها «غولدمان ساكس» على إمكانيات صاحبات المشاريع الجديدة في المناطق الخارجة من النزاعات.. ويُشار في هذا الصدد إلى أن مبادرة «غولدمان ساكس»، التي تقدم تدريباً في مجال الإدارة إلى نساء في 43 بلداً، استقطبت اهتمام الحكومات المحلية لتساهم مثلاً في تعزيز الجهود التي تضغط باتجاه إرساء بنية تحتية اقتصادية في ليبيا.
وفي حين أنها بالكاد تشكّل علاجاً لتحديات التطوير القائمة منذ زمن طويل، بإمكان تدريب المهارات أن يؤدي دوراً أساسياً في دعم أصحاب المشاريع الجديدة وسط سعيهم لبناء اقتصادياتهم الخاصة والأكثر استقراراً في مناطق النزاع أو تلك الخارجة من الحرب.. ولا بد من مجتمع مبادرات التطوير ومؤسسيه اعتماد مقاربة أكثر شمولية، وذلك، عبر التركيز على التدريب في إطار سلسلة برامج لتعزيز مبادرات المشاريع الجديدة.
(*) غايل تزيماك ليمون هي مؤلفة الكتاب الأفضل مبيعاً في لائحة «نيويورك تايمز» بعنوان «خيّاط خير خانا» (The Dress Maker of Khair Khana)، وهي زميلة في «مجلس العلاقات الخارجية» وخرّيجة كلية الأعمال في جامعة «هارفرد».
© Harvard business School publishing corp. Distributed by the new york times syndicate.