من جنيف تحدث موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان إلى صحيفة لوموند الفرنسية بعد اختتام مؤتمر أصدقاء سوريا، كوفي عنان فضل الحديث لصحيفة باريسية بدلاً أن يكلف نفسه الحضور لباريس لمؤتمر يبحث خطته وكيفية تفعيلها وإيجاد حل للمأساة السورية.
كوفي عنان كشف بأن خطته لن تنجح وأن مؤتمر باريس وغيره من المؤتمرات لن تحقق الغرض لأن الأطراف التي تعمل على إطالة الأزمة غير متواجدة، ولهذا فإنه يعرض عقد لقاء أو مؤتمر لما أسماه بلجنة التواصل يجب أن تمثل فيه إيران، وفي ثنايا المقابلة مع الصحيفة الباريسية أظهرت إجابات الموفد الأممي والعربي تقارباً مع الرؤى الروسية والصينية وكأن عنان ممثلاً لموسكو وبكين وطهران، وليس مرشحاً من جامعة الدول العربية التي تطلب قرارات وتحركات يعارضها كوفي عنان.
طيب، عنان لا يستجيب لطلبات جامعة الدول العربية، إذن لماذا يوصف بأنه موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية؟ فالرجل وقع في حبائل الروس الذين يعرفونه جيداً، ولا يهمه إرضاء العرب، كما أنه غير قلق من غضب الغرب لأن واشنطن ولندن وحتى باريس تجري مفاوضاتها ولقاءاتها مع موسكو وبكين بعيداً عنه، ولهذا فإنه يعمل من أجل إرضاء موسكو التي هي من اقترحته موفداً للأمم المتحدة ووافقت جامعة الدول العربية دون أن تدقق في الأمر رغم أن تاريخ كوفي عنان ملوث ومتهم بالاستفادة من برنامج النفط مقابل الغذاء الذي استنزف أموال الشعب العراقي.
وذهبت الأموال إلى جيوب المستفيدين وفي مقدمتهم كوفي عنان الذي رأوا فيه الروس والإيرانيون (الصيد) الذي سيترجم ما يطرحونه لأنهم يمتلكون ملفاً ضخماً عن تجاوزاته وقد أبلغوه بذلك، ولهذا فإنه الآن ينفذ ما تريده موسكو وطهران، وبدلاً من أن يطلق عليه موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، يجب أن تغير التسمية إلى موفد موسكو وطهران، وعلى الجامعة العربية أن تتبرأ من هذا الموفد الذي وجد وظيفة انتشلته من البطالة التي كان عليها، والمأساة أن تمويل مهمته يتحمل بعضاً منها أو أغلبها العرب والغرب اللذان قلب لهما ظهر المجن.
jaser@al-jazirah.com.sa