بات مسلسل عمر والذي يتناول سيرة ومسيرة ثاني الخلفاء الراشدين الخليفة عمر بن الخطاب «الفاروق» قريباً من تحقيق العديد من الأرقام المهمة على المستوى العالمي، فالمسلسل والذي من المقرر أن يعرض في شهر رمضان المبارك في خمس قارات «بالتزامن» ومن المتوقع أن يصل عدد مشاهديه إلى 500 مليون مشاهد، هو العمل الدرامي العربي الأكثر تكلفة وإنتاجاً حتى الآن، حيث وصلت المبالغ المصروفة على إنتاجه قرابة الـ 200 مليون ريال سعودي، أكثر من 50 مليون دولار .

وتحدث مع «الجزيرة» مساء أمس الأول شخصية نافذة من داخل مجموعة تلفزيون الشرق الأوسط mbc الجهة المنتجة للعمل مع تلفزيون قطر، وأكد بأن العمل هو تقديم سيرة ومسيرة الفاروق وإبراز الصفات الحميدة التي يتمتع بها العرب للعالم أجمع ،مشيراَ بأن العمل أخذ الكثير من الاهتمام منذ بداية العمل حتى اللحظة ليس فقط عربياً بل عالميا.

وأشار المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته بأن مسلسل (عمر) هو المسلسل الأكثر تكلفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث أشرف على سيناريو العمل ومراجعته مراجعة شرعية عدد من المشايخ وعلماء الشريعة الإسلامية.

وأبان بأن المجموعة لم يصلها حتى الآن أي نوع من الضغوطات لإيقاف المسلسل ، وأن كل ما قيل ويقال عن المسلسل في بعض المواقع الإلكترونية هو من الحكم المستعجل، وستتغير قناعات الكثير بعد عرض هذا العمل الدرامي الضخم .

أهمية العمل

يعود أهمية هذا العمل الدرامي في تجسيده سيرةَ عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ولشخصيته المركزية التي يدور حولها، وللدور الاستثنائي الذي لعبه في تاريخ الدعوة، وتأسيس دولة الإسلام، فضلا عن مزايا تلك الشخصية وفضائلها الخاصة التي جعلت منها مرجعا وأنموذجا هاديا للمسلمين حتى وقتنا الحاضر، إلى جانب تسليط الضوء على سيرة ومسيرة الخلفية الفاروق ، وإبرازها عالمياً للتأكيد على عدالة وعدل الفاروق وشهامة وفروسيته والخصال الحميدة التي قل أن تتوفر، وإعطاء درس للعالم الغربي بأن هذه الصفات النبيلة والحميدة هي متوفرة في المسلمين منذ بداية عصر الإسلام.

إيجابيات العمل

وتتمثل الإيجابيات الكامنة وراء التصميم على إنتاج هذا العمل في : السعي إلى إعادة عرض التاريخ وتصحيحه وحفظه قدر الإمكان عبر الدراما، وذلك بحسب الروايات الأكثر دقة وتدقيقا لتلك المرحلة، ودحض تعدد الروايات من قِبَل من أساء ويسيء للتاريخ الإسلامي الجامع، والعمل على استلهام شخصية استثنائية من عصر الرسالة التأسيسي كشخصية الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه؛ ليبقى مرجعا مرشدا وهاديا في عصرنا هذا، وكذلك أُنموذجا ساميا للحاكم المتواضع والحكم الرشيد، والعدل الشامل، والرعاية الاجتماعية، ومفهوم المواطَنَة، والوسطية في الإسلام دون تطرّفٍ أو عنف.

ميزانية العمل وأرقام عنها

أشارت مصادر خاصة لـ (الجزيرة) بأن الرقم الأقرب لتكلفة العمل والذي يعد أضخم وأكبر إنتاج لعمل درامي عربي هو حوالي 200 مليون ريال سعودي، أي ما يزيد عن 50 مليون دولار أمريكي .

هذا وقد شارك في العمل أكثر من 300 ممثل كدور أساسي ومحوري، فيما تجاوز أيام عمل أكثر من 300 يوم «قرابة العام» من تصوير مشاهد وإنتاج مدن، حيث تم بناء ثلاث مدن خصيصة لهذا العمل، منها تجسيد مدن مكة المكرمة والمدينة المنورة فترة عصر صدر الإسلام .

خمس قارات تعرضه

وبعدة لغات ونصف مليار مشاهد

في سياق عرض المسلسل على قنوات أخرى غير عربية قال المصدر: إن مسلسل (عمر) يواصل طريقه نحو العالمية، فبعد إن تم الاتفاق على عرض العمل في أكبر وأهم قناتين تركية وإندونيسية، يبدو أن هناك دولاً عديدة ترغب في عرض العمل لديها حيث توصلنا لاتفاق نهائي مع قناة ماليزية وأخرى باكستانية، فيما المفاوضات تتم حالياً لعرض العمل في أوروبا وشمال أمريكا .

ودخل الإندونيسيون قائمة مشاهدي هذه الدراما التاريخية التي تُعد الأضخم في تاريخ التلفزيون الحديث في المنطقة، وذلك بعد أن تم منح حقوق عرض المسلسل لشبكة MNC التلفزيونية الرائدة في إندونيسيا، التي ستعرضه لمشاهديها مترجماً إلى اللغة الإندونيسية خلال شهر رمضان، بالتزامن مع عرضه في منطقة الشرق الأوسط. كما ستقوم الشبكة نفسها بعرضه مدبلجاً إلى الإندونيسية، في عرضٍ ثانٍ، بعد انتهاء شهر رمضان، وبذلك يتابع مسلسل «عمر» طريقه نحو العالمية، متخطياً الشرق الأوسط عبر تركيا وإندونيسيا، علماً أن عقوداً أخرى قيد الإبرام لعرضه، بلغات متعددة، في دول إسلامية أخرى وغيرها حول العالم.

وأكد المصدر بأن العمل سيعرض في خمس قارات من قارات العالم السبع، ومن المتوقع أن يتجاوز عدد مشاهدي هذا العمل أكثر من 500 مليون مشاهد من المسلمين وغيرهم .

وأشار المصدر بأن بعض القنوات كانت حريصة على العمل منذ الإعلان عنه، وكانت تتابع مراحل إنتاجه وحتى نص العمل، كما حدث مع القناة التركية.

مبيناً بأن بعض قنوات عرض المسلسل قامت بدبلجة العمل كاملاً فيما اضطرت بعض القنوات لترجمة العمل للغتها، بل إن بعضهم فضل ترجمة العمل والاحتفاظ بأصل العمل حتى يعطي إمتاعاً أكثر لمشاهديها .

وأضاف المصدر بأن العمل تم دبلجته وترجمته لبعض اللغات الحية كالإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والبرتغالية، إلى جانب العديد من اللغات مثل التركية، والأوردو، والمالاوية، والفارسية.

حملات (محدودة) ضد المسلسل

تتواصل حملات الهجوم على عرض مسلسل «عمر» الذي يجسد حياة الفاروق عمر بن الخطاب مشتعلة، حيث أنشأ العديد صفحات على المواقع الاجتماعية بعنوان «لا لعرض مسلسل عمر بن الخطاب» المقاطعة، وطلب وقف عرض المسلسل، فيما ظهرت صفحة أخرى تؤكد دعمها لعرض مسلسل «عمر» وتحمل اسم «أنا مع عرض مسلسل عمر بن الخطاب في رمضان» في الوقت الذي احتدم فيه النقاش الديني والشرعي حول جواز تمثيل الصحابة بين عدد من علماء الدين في عدد من الدول العربية والإسلامية .

في الوقت نفسه رفع عدد من المواطنين في بعض الدول قضايا «كما حدث في الكويت ومصر» ضد قناة mbc تطالبها بعدم عرض مسلسل عمر.