|
دمشق - القاهرة - الأمم المتحدة - وكالات:
تظاهر مئات الآلاف من السوريين أمس في جمعة «الجامعة العربية تقتلنا» في أنحاء سوريا, مطالبين بإعدام الرئيس بشار الأسد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «خرج اكثر من 200 ألف متظاهر في عدة أحياء من مدينة حمص بعد صلاة الجمعة» مطالبين بسقوط نظام بشار الأسد. وأضاف المرصد «خرج المتظاهرون في أحياء حمص مطالبين بإعدام الرئيس, رغم اقتحام المدرعات والقوات السورية لعدة أحياء ومحاصرتها بأعداد كبيرة من الشبيحة» الموالية للنظام لقمع الاحتجاجات. وأكد ناشطون أن آلاف السوريين خرجوا في مدينة درعا وحماة ودير الزور وعدة مدن وقرى في أنحاء البلاد للمطالبة باسقاط الطاغية بشار الأسد. وفي منطقة قرب الحدود مع الأردن اقتحمت قوات سورية تدعمها دبابات أمس الجمعة منطقة سنامين في محافظة درعا المضطربة بحثا عن المنشقين عن الجيش الذين شنوا هجمات دموية ضد وحداته النظامية, حسبما ذكر نشطاء المعارضة. وقال نشطاء سوريون مقيمون في العاصمة اللبنانية بيروت إن الدبابات السورية هاجمت، تحت وابل من القصف، منطقة سنامين.
وترددت تقارير مفادها أن المنشقين قتلوا أكثر من 45 جنديا من القوات الحكومية في هجمات على مدار الأيام الثلاثة الماضية. وعلى الصعيد السياسي, أجلت الجامعة العربية اجتماع لوزراء الخارجية العرب لبحث الأزمة السورية كان مزمعا إجراؤه في اليوم السبت إلى أجل غير مسمى, في حين يعقد اجتماع اللجنة العربية المكلفة الملف السوري اليوم في الدوحة بعد أن كان مقررا عقده في القاهرة, حسبما أعلن نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد بن حلي مساء الخميس. وأوضح بن حلي ان هذا القرار اتخذ في الدوحة بعد مشاورات مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم آل ثاني الذي يرأس اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري ووزير الخارجية السوري وليد المعلم.
وسيضم اجتماع اليوم السبت في الدوحة الدول الخمس الأعضاء في اللجنة العربية المكلفة الملف السوري وهي مصر والجزائر والسودان وسلطنة عمان إضافة إلى قطر رئيسة اللجنة.
وأكد بن حلي أنه بموازاة ذلك تستمر المفاوضات مع دمشق لحملها على التوقيع على الخطة العربية لحماية المدنيين التي تنص خصوصا على إرسال مراقبين إلى سوريا لتقييم الوضع ميدانيا ومحاولة انهاء القمع للاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد. بدوره انتقد رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي موقف حكومته من الأحداث في سوريا واصفا إياه بأنه غير إيجابي ودعا الحكومة إلى تاييد مبادرة الجامعة العربية لحل الأزمة السورية. وقال النجيفي في مقابلة تلفزيونية بثت ليل الخميس الجمعة أن حكومة العراق حاولت أن تتخذ «موقفا وسطا» في الوقت الذي تشهد فيه سوريا «قتلا للناس بشكل واسع من قبل الحكومة.» وتحاول الحكومة العراقية لعب دور الوسيط بين الحكومة السورية والمعارضة من اجل احتواء العنف. من ناحية أخرى, قدمت روسيا مساء الخميس مشروع قرار جديدا بشأن العنف في سوريا إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وقالت الدول الغربية للمرة الأولى انها مستعدة للتفاوض بشأنه. ومع أن المبعوثين الغربيين قالوا إن المشروع الروسي ضعيف للغاية فإن استعدادهم للتفاوض بشأنه يتيح فرصة لمجلس الأمن للتغلب على مأزقه وإصدار أول إدانة من المجلس للحملة التي تشنها الحكومة السورية على احتجاجات المعارضة. ويتضمن المشروع الجديد الذي قامت روسيا على غير المتوقع بتوزيعه في مجلس الأمن توسيعا وتشديدا لمشروع سابق لموسكو إذ أضاف إشارة جديدة إلى «الاستخدام غير المتكافيء للقوة من جانب السلطات السورية».
ويحث المشروع «الحكومة السورية على الكف عن قمع الذين يمارسون حقوقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات.» وقال السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين للصحفيين «إن روسيا لا تعتقد ان الجانبين متساويان في المسؤولية عن العنف لكنه أقر أن المشروع يدعو كل الأطراف إلى وقف العنف ولم يتضمن تهديدا بفرض عقوبات وهو ما قال إن روسيا ما زالت ترفضه. من جهته قال وزير بريطاني الخميس إن بريطانيا ستدرس فرض عقوبات جديدة في مجالات المال والطاقة والنقل على سوريا بسبب حملتها العنيفة على الاحتجاجات, مضيفا روسيا قد يكون بيدها المفتاح اللازم لزيادة الضغط على الرئيس بشار الأسد. وقال اليستير بيرت وزير الدولة بوزارة الخارجية البريطانية «سوف نواصل البحث عن سبل جديدة (للعقوبات) في مجال الطاقة والنقل فضلا عن القيود المالية لممارسة الضغط على النظام السوري».