عاهدني وإن فرقتنا الأيام وغدر بنا الزمان غدراً يفوق خيالي وقدرتك
بأن تجمعنا الأحلام، وأن نلتقي في صندوق من الذكريات مرصع بماسة تشع بها ذاكرتك
عاهدني بأن تحفر اسمي على لوحة مخيلتك
وتجعل من رسمي ظلاً لصورتك
عاهدني بأن يبقى صوتي صدى يردده مدى صوتك
وأن تبقى دمعتي عالقة في حدقة عينك
عاهدني بأن تحبني حتى وإن لم يتبقَّ شيء في جعبتك
وأن تعشق مني ما غاب عن مخيلتك
عاهدني بأن تكتب لي كل يوم رسالة تحكي لي فيها عن شغفك
وبأني ما زلت متربعة على عرش مودتك
عاهدني بأن أسافر مع محتويات حقيبتك
وأن يكون طيفي رفيقك الذي يؤنس وحدتك
عاهدني بأن أكون الرفيقة الرقيقة التي تسكن روحك
والصديقة الوفية التي تبوح لها بما ضاقت به حجرتك
عاهدني بأن أكون في الليل الطويل المعتم نجمتك
وفي النهار المنير المضيء مظلتك
وبأن أكون في كتابك أول وآخر سطر من صفحتك
عاهدني بأن أكون الابتسامة الوحيدة لمهجتك
وأن أكون المصدر العظيم لسعادتك
عاهدني بأن أكون الهمس الذي ينساب سلسبيلاً على شفتك
وأن أكون النور المضيء لخوف عتمتك
عاهدني بأن أكون الأمان والحنان لدفء لمستك
وأن أكون حرفاً يكمل ويرتب جملتك
عاهدني بأن أبقى حبيبتك
وأن أكون جمال مظهرك ووقار هيبتك
وبأن أكون السماء التي تحضن غيمتك
وبأن أكون أجمل وأنقى ما مرَّ من نساءٍ في رحلتك
عاهدني بأن أكون آخر حدود رغبتك
وأول من أهدتك عمرها ليكون زهرتك
وآخر من أعطتك قلبها ليكون ملجأً لدمعتك
عاهدني بأن أكون الأغنية التي تشدو بها في كل لحظة من ليلتك
عاهدني بأن أكون الثواني والدقائق التي تنتظم وتتحرك في ساعتك
وأن أكون القوة التي تساند شجاعتك
عاهدني بأن أكون الماء الصافي الزلال الذي يغذي تربتك
وأن أكون الذكرى الجميلة التي تطرز وتجمِّل حرفك وكلمتك
ولك عهدٌ مني بأن أنتظر وأتحرى بصبر الدنيا ميعاد عودتك