قد بسطنا لكم حياة هنيّه
كي تذوقوا حلاوة النخبويّه
إذ زرعنا طريقكم بسلام
وأمان، وبهجةٍ شاعريّه
وأضأنا لكم حجار الروابي
فبدت كالشموع في مسرحيّه
وجعلنا الشعور يهمي حنان
وردياً.. كعادة يوميّه
وابتسمنا ابتسامة الطفل لما
يرتجي صورة كذكرى شقيّه
وضحكنا ليضحك الغيم منا
واستمعنا لبدعة عاطفيّه
وأمرنا كواكب العشق همسا
أن تذيع الهوى بأدنى تحيّه
وسألنا: هل تبتغون مزيداً
من رخاءٍ، ومتعة ذهبيّه؟
قد نثرنا أشهى الهدايا.. ولكن
دفنتها النّذالة العولميّه
إذ أتتنا الصدمات.. تصفعُ روحاً
ترتقي في مشارق العبقريّه
لوّثت صفونا.. فصار غباراً
يحمل الحقد من صحاري الأذيّه
حين يغدو بعضُ العطاء دلالا
تفسد النفس بالخصال العصيّه
نحن من كان للوضوح بريقاً
نليس الصدق فطرة وهويّه
واتبعنا المعروف نرجو ثواباً
عند من يبصر الأمور الخفيّه
وصككنا في شهوةٍ الظلم باباً
فكسانا الضمير أنقى طويّه
نحصدُ الطيبُ من نواحي سلوكٍ
كرمته الأخلاقُ في الأدميّه
وكتبنا فقه الوفاء.. فسخفاً
حرفته الحكاية الهمجيّه
يا لهذي الحياة! تلقي دروساً
من فصول التناقض البشريّه
يا حكيمُ الزمان: خذ تاج قولي
ستظلُ الحياة أعلى قضيّه
hatem.poen@gmail.com