|
الجزيرة- وهيب الوهيبي
تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بنت عبدالله بن عبدالعزيز تنطلق يوم غد السبت أعمال ملتقى (المرأة السعودية مالها وما عليها) والذي ينظمه مركز باحثات لدراسات المرأة في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الانتركونتيننتال في العاصمة الرياض بمشاركة أكثر من 1000 شخصية من العلماء والقيادات الفكرية والاجتماعية، المهتمة بقضية المرأة ويهدف الملتقى الذي تستمر فعالياته لمدة يومين إلى توعية المجتمع بوجه عام، والمرأة وأصحاب القرار بوجه خاص، بحقوق المرأة الشرعية والنظامية، التي تكفل بحفظها الدين الإسلامي العظيم.
وفي هذا الصدد طرحت (الجزيرة) على الدكتور فؤاد العبدالكريم الأمين العام للملتقى والمشرف العام على مركز باحثات لدراسة المرأة عددا من المحاور ذات الصلة بالملتقى، وفيما يلي نص الحوار:
التأصيل والواقعية
بداية.. ما الآلية التي يسير عليها المركز في خدمة قضايا المرأة ؟
- المركز يسير وفق رسالته التي اختارها، وهي: التأصيل والمواكبة الواقعية لقضايا المرأة المسلمة المعاصرة والمستقبلية، والمساهمة في التوجيه الإيجابي لمسارها، وذلك من خلال تقديم الخدمات البحثية لأصحاب القرار، وذوي الاهتمام، والمرأة عموماً, ورؤية المركز: السعي إلى ريادة علمية في قضايا المرأة.
أما الأهداف، فإن المركز يهدف إلى أن يكون المركز مرجعية علمية توظف لصالح دعم موقف ونشاطات المرأة, وإيجاد قاعدة بيانات شاملة عن المرأة, ودعم البحث العلمي في مجال المرأة والأسرة, واستشراف مستقبل المرأة ودورها التنموي, وصناعة رأي عام إيجابي تجاه قضايا المرأة, ورعاية الشخصيات النسائية الفاعلة والناشطة في المجتمع، من الناحيتين الفكرية والعلمية, والبحث في الحلول المناسبة لمشاكل المرأة. والمركز يساهم بشكل تصاعدي في رسم رؤية واضحة وعلمية عن واقع المرأة السعودية من خلال منتجاته وأبحاثه النظرية ودراساته الميدانية.
عمل مؤسسي
ما تعليقك نحو ما يتردد أن المركز يعتمد على رؤية أحادية مما يؤثر على حياديته في عمله؟
- المركز له سياساته الخاصة به، فهو مؤسسة مستقلة، يعمل وفق أساليب العمل المؤسسي، ويبتعد عن الفردية, ويلتزم بحصر أنشطته وبحوثه في القضايا الفكرية والثقافية للمرأة, ويركز على قضايا المرأة عموما والمرأة السعودية بصفة خاصة, ملتزما في أنشطته بالضوابط الشرعية, ويعتمد المركز الموضوعية، ويبتعد عن الابتذال والمهاترات والمساس بالشخصيات الاعتبارية أو الذاتية, ويهتم المركز بالمنجزات العلمية النسائية المتفقة مع تخصصه وأهدافه؛ تشجيعاً للمرأة لتأخذ دورها الطبيعي في معالجة قضاياها, ويتعاون المركز مع الجهات البحثية والمؤسسات ذات الصلة بموضوع المرأة. وكل بحوث ودراسات وأنشطة وفعاليات المركز تسير وفق هذه السياسات.
ما ذا فعل المركز لتوعية المرأة بحقوقها وصناعة الوعي لديها لرفع الغبن الواقع على بعضهن؟
-وضِع مركز باحثات لدراسات المرأة، منذ نشأتهِ لخدمة مسائل الفكر في ما يتعلق بقضايا وشئون المرأة، وتصحيح التوجه فيها مستعيناً بالرؤية الشرعية، ومستفيدًا من مستجدات العصر على اختلاف اتجاهاتها ومناحيها. جاعلاً نصبَ عينيه هدفاً، وبين كفّيه رسالة، وفي ضميره منهجاً يرسم الطريق، ويسير عليه. وانطلاقاً من تفعيل دور المركز في صناعة الوعي، وبيان الوجهة الصحيحة في واقع الثقافة الحقوقية، وخاصة أن المسار التشريعي ينطوي على أصول نظامية قائمة في الأساس الأول على الشريعة الإسلامية، كان لزامًا على مؤسسات المجتمع المدني التعاون مع المؤسسات الحكومية في بيان الحق، وإقامة العدالة الاجتماعية والحقوقية للمرأة المسلمة. وسعياً وراء تحقيق هذه الأهداف، وإيصال الرسالة، وخدمة الرؤية التي يتبناها مركز باحثات لدراسات المرأة، فإن المركز قد قام بتبنّي العديد من الأنشطة والمهام، ومن ذلك إقامته مؤتمر (اتفاقيات ومؤتمرات المرأة الدولية، وأثرها على العالم الإسلامي)، في مملكة البحرين في الفترة 28 ربيع الآخر إلى 1 جمادى الأولى 1431هـ، وكذلك إصدار بعض الوثائق والكتب، التي تعالج هذا الشأن.
مبررات
ما مبررات تنظيم الملتقى في هذا الوقت تحديدا ؟
- هناك مبررات أساسية لعقد الملتقى في مقدمتها إبراز أنظمة المملكة العربية السعودية، حيث إن أنظمتها مستمدة من الشريعة الإسلامية، ومتبنية - تبعاً لذلك - حقوق المرأة, وهذا الأمر لا يوجد في أكثر دول العالم، ومن المبررات أيضاً الإسهام الفاعل والإيجابي في تبني قضايا المرأة المسلمة وحقوقها الشرعية، ورفع الظلم عنها، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، المتأثرة ببعض العادات والتقاليد الاجتماعية المخالفة للشرع القويم.
الخلط في المفاهيم
الحديث عن المرأة وحقوقها لا ينقطع، وهناك سجال بين أطراف مختلفة، تتنازع هذا الحديث، فهل تعتقدون أن هذا السجال أوجد نوعاً من اللبس حول حقوقها وماذا تريد؟
-الخلط بين حقوق المرأة الشرعية وغير الشرعية، من قبل بعض المتحدثين عنها، ذكوراً وإناثاً, كان من أبرز دوافعنا لعقد هذا الملتقى, فهناك جهات وأشخاص لا تعلم شيئا عن وضع المرأة السعودية، ومع ذلك لا يملون الحديث عنها, وهناك من اخذ على عاتقه مهمة قضايا هامشية على حساب قضايا المرأة الأساسية، ولذلك جاء انعقاد هذا الملتقى ليلقى الضوء على حقوق المرأة في الشريعة الإسلامية،وتطبيقات ذلك في الأنظمة الخاصة بالمرأة في المملكة، ومقارنة ذلك بواقعها المعاش.
حلول متكاملة
هل تكتفون بمناقشة أوراق العمل والمحاضرات والأطر التنظيمية؟ أم أن اقتراح حلول عملية للمشكلات هو الأهم بالنسبة لكم؟
- الملتقى له موضوع وأهداف ومحاور, ويناقش أوراق عمل قدمت في محاوره , ولكن نحن هدفنا في الأساس اقتراح حلول شرعية وعملية ونظامية؛ للمشكلات والعقبات التي تواجه المرأة وتقف أمام حصولها على حقوقها، وفق آليات سهلة ميسرة، وتكون قابلة للتطبيق على أرض الواقع.
جميعهم من الداخل
هل هناك دعوات لضيوف ومشاركين من خارج المملكة؟
- جميع المشاركين والمشاركات في الملتقى من داخل المملكة؛ لأنه يخص المرأة السعودية وحقوقها وواجباتها في الأساس، وقد يتطرق في مناقشاته إلى قضايا عامة بالمرأة المسلمة، لكن تركيزنا على الداخل, ومن ثم لم نوجه أي دعوة لمشاركين من الخارج.