|
صدر عن جداول للنشر في بيروت رحلة السفير الفرنسي ليون روش، التي تضمنت زيارته للحجاز من أجل مقابلة علمائه للتوقيع على فتوى تُجيز احتلال الفرنسيين للجزائر، وقد قام بتعريب الرحلة وتحقيقها المترجم القدير الدكتور محمد خير البقاعي.
ليون روش مغامر ومترجم وسفير، عاش حياة مضطربة قادته إلى الجزائر، حيث كان يقيم والده، ثم التحق بالأمير عبد القادر الجزائري ورافقه مدة طويلة ادّعى خلالها أنه اعتنق الإسلام. ولما قامت الحرب بين الأمير وفرنسا انشق عن الأمير والتحق بالسلطة الفرنسية المستعمرة. وكلّفه الجنرال بيجو، الحاكم العسكري للجزائر، بالسفر إلى تونس ومصر والحجاز حاملاً فتوى تدعو الجزائريين إلى قبول الحكم الفرنسي مقابل أن يحترم هذا الحكم دينهم وعاداتهم وتقاليدهم.
رحل روش ومعه الفتوى وحصل على مُصادقة علماء جامع الزيتونة في تونس وعلماء الأزهر في مصر، وعلماء المسلمين المجتمعين في الطائف بالحجاز، حيث مقر الشريف الأكبر، شريف مكة المكرمة. وقد وصل الحجاز أثناء موسم الحج فأراد أن يشهد هذا الموسم، لكن بعض الجزائريين تعرَّف عليه في عرفات، ورفعوا أصواتهم استنكاراً لوجوده، وكاد يفقد حياته لولا الحراس الذين كلّفهم الشريف بمراقبته سراً، إذ قام هؤلاء باختطافه ومضوا به إلى جدة ومنها إلى مصر.
هذه الحادثة وغيرها مما تضمّنته رحلة روش، وما أثير حولها من شكوك تجعل نشر رحلته إلى الحجاز أمراً كبير الأهمية، عظيم الفائدة.
الكتاب سيكون متوافراً في معرض بيروت الدولي - 2 ديسمبر (الجمعة)