أخبار المطر مثيرة للمتعة..
ومثيرة للقلق..
متعتها في طبيعته وذاته، في أثره وصفاته..,
في ذلك الخفي من حديثها مع الأرواح،..
ودبيبها في الوجدان، وجمالها في الأنظار..
هي هذه «المطرة»..
ونداءات الصغار «يا مطرة حطي حطي»..
ولهفة الكبار لترتيب استقبالها،..
حفر الجداول، وتجدير المسارات, وتحصين التسربات..
وفتح فوهات الاستقبال..
مزاريب تصب على الرؤوس تنفض عتمتها...,
تحيلها لمروج خضراء بأفكارها..
طيف كوب الشاي تتصاعد أبخرته..
تملأ حاسة الشم رائحته..
«المطرة» ..
تعلق من أجلها الدراسة، ..
يحرم من بللها الصغار ..,
تجند لاتقائها الطرق والمعابر
والمسارات..
تتحول لبحيرات.., وتجهز لاتقائها القوارب والمنقذات..!
غير الذي منها ترتهج له النفس، ويبتهج به القلب .. ويعتلج منه الإحساس ..
إذا المطر يعرف كيف يتكلم..
حين يأتي ...
فهو زائر مبهج، ونازل حميم ..
الإنسان,..
وحده من يجهل كيف يتكلم مع المطر..
لذا تغيرت عاداته معه..
وإحساسه به..
المطر رسول الفرح ..
مندوب الخير..
طيف إبداع..
نشوة إحساس..
المطر نادل في جنان الروح
مدٌّ يغذيها ..
إكسير يطهرها..
ينقذها من غرق ظلمتها
يطهرها من دكن غشها..
يلونها ببياض طهره..
يزخ عليها من وديان الجمال شلالات ..
يمنحها عطاءات لا نهائية من يقين الإحساس بقدرة خفية..
تبعث السؤال في كيان الإنسان عن تلك العلاقة العميقة بينه,
والمطر، وبينهما وكون عظيم لا يملكه هذا الإنسان ..
لكن، المطر وحده من يحدثه بخفاياه..