دعا الإسلام إلى التسامح والعفو بين الأفراد والجماعات من غير ضعف أو مذلة.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم (من كظم عيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله - عزَّ وجلَّ - على رؤوس الخلائق حتى يخيره الله من الحور ما شاء).
إذاً ومن هذا المنطلق أقول للإدارة الشبابية ممثلة في الاخ خالد البلطان لا نريد أن تخسر الكرة السعودية هذه المواهب الكروية يأتي في مقدمتها اللاعب عبده عطيف الذي أخذ موضوعه حيزاً كبيراً من الجدل في الإعلام الرياضي، وهذا الشيء ما كنا نتمناه لهذا النجم الذي له بصماته عبر المستطيل الأخضر سواءً مع ناديه الشباب أو المنتخب قد يأتي عدم الرضا عن اللاعب من قبل إدارة ناديه لأسباب فنية أو إدارية تربوية من وجهة نظرها، وهذا حق مشروع لها ولغيرها من الأندية وخصوصاً إذا كان هذا الشيء يصب في مصلحة النادي.
نعم اللاعب عبده عطيف أخطأ بحق ناديه وأيضا الإدارة قد تكون أخطأت بحق اللاعب.
وهل الإنسان معصوم من الوقوع في الزلات؟
لا.. لا يعصم الإنسان من الوقوع في الزلات لأنه بشر وغير معصوم، ولا يعصم إلا الأنبياء والمرسلون عليهم الصلاة والسلام وأنا هنا لا أبرر خطأ اللاعب تجاه ناديه ولا الإدارة أيضاً: ولو رجعنا للوراء لوجدنا أن القرآن الكريم بلغ قمة التسامح عندما عبر عن أخلاقيات العفو عند المؤمنين وما تؤدي إليه من محبة ومودة بين الناس وأعطاهم درساً في الآداب مع الكافرين الذين رفضوا الإيمان بالله، فيقول الله تعالى {وإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.. والشبابيون يعرفون تمام المعرفة أن مسيرة ناديهم بحول الله عزَّ وجلَّ لن تتوقف بمجرد انتقال هذا اللاعب أو ذاك ولا أظن أن أبواب النادي سوف تغلق، بل سوف يظل عملاقاً بتاريخه ورجاله وأبنائه الأوفياء. ولكن كشبابيين نأمل أن يكون هناك تقارب في وجهات النظر بين الطرفين لأننا بحق لا نريد أن يذهب هذا النجم لغير ناديه الذي ترعرع داخل أسواره سنين طويلة جداً وعرفه الجمهور الرياضي من خلاله، إيماناً منهم أنه لا زال يملك الكثير من العطاء والنجومية، وهذه حقيقة لا بد من قولها لو كان نادي الشباب يملك قاعدة جماهيرية لكان هناك كلام ثان تجاه موضوع اللاعب عبده عطيف.
شكر وعرفان
لكل من واساني في الفقيد ابني عبدالله الذي انتقل إلى جوار ربه إثر حادث مروري بتاريخ 18-12-1432هـ شكراً للإخوان العاملين في القسم الرياضي بجريدة الجزيرة وعلى رأسهم الأخ العزيز محمد العبدي (أبو مشعل).. شكراً للجماهير الشبابية الذين اتصلوا بي عبر الجوال والذين حضروا لمنزلي.
ما أجمل الوفاء للأوفياء
نعم ما أجمل الوفاء لمن يستحقه من الأوفياء.. يأتي في مقدمتهم الأخ العزيز الكاتب الرياضي عبدالله الضويحي الذي زارني في منزلي معزياً في وفاة ابني، فسعدت بروحه الطيبة وأخلاقه الحسنة وتواضعه الجم الذي سوف أتخذ منه قدوة أسير عليه في حياتي بكل أمانة وصدق، لقد غمرتني بهذه الزيارة التي لن ولن أنساها لك.
ناصر عبدالله البيشي
الرياض