بمجرد أن يسير الشخص في درب الشعراء، إلا ويتهم بأنه (يحب) فما بالكم إذا كانت (فتاة وشاعرة) فالتهمة مضاعفة، إذا كنت متهمة متهمة دعوني أغرق في بحر الغزل.. وأقول في قصيدتي:

لعمرك يا هذا لفي الجنةِ القربُ

ففيها شفاء لمن أمراضهُ الحب

وفيها لمن أمسى حزيناً من الأذى

تضاميد للجرحى تنسيهمو الكرب..

سنحظى بما كنا نريد حصوله

وما كان صعباً سوف يلقى ولن يخبو

جمالك فتان وحبك قاتل

ونيلك آمالي ولو صعُب الدرب

تخيلت نفسي فوق قصري بجنتي

أطالع ما أبغيه والرأس لا شيب

على سرر محفوفة بمشاهد

تُسَرُّ بها العينانِ خاليها الشوبُ

تحوم على الرأسين منا بلابل

وتسمعنا الأشعار وليهنأ الصب

وتخبرنا بالصدق أن قد تحققت

أمانيها بالأحباب واجتمع السرب

يطوف علينا بالشراب خوادم

وملبسنا الإستبرق الناعم الثوب

أحاديثنا بالأمس فرق بينها

واليوم؟ يا لليوم قربنا الحب

نسيم يهز الشعر مني عذوبة

وما كنعيم العيش في بعدك القرب

تنحل مني الجسم واسترسل الدمع

وآهات ظمآن يئن لها القلب

وقال لي الخلان عار أيا (خويلة)

أن تبديه حتماً ذكره سلب

حنانيكمو يا قوم حبه نازلي

فما الخزي في قول أبديه والعيب؟

لهنك إن البعد أمست قيوده

تجرجرني نحو الديار ولا درب

إلى ذلك الحين المبيد لبؤسنا

أساقيك بالدعوات وليحفظكمو الرب

تنويه

***

1 - (تضاميد) جمع تكسير للفظ نقول: ضمدت الجرح أضمده تضميداً فيكون الجمع على الاسم أي ضمدت أكثر من مرة وليس أن لديك أكثر من ضمادة.

2 - أعلم أن لفظ (خوادم) لا يطلق إلا على الأنثى، لأن جمع (فواعل) مما اختص به (الأنثى) لكن يجوز جمع خادم على خوادم للضرورة الشرعية كما في البيت التاسع.