ثورة الشعب السوري الشقيق على النظام الحاكم في دمشق نتاج طبيعي لعقبة تاريخية تقارب نصف قرن من الكبت والقهر والإذلال حتى إن الإنسان (المواطن) قد يفقد مستقبله بسبب اشتباه بعدم الولاء للنظام أو الحزب الحاكم، وقد يفقد حياته استناداً لتقرير كيدي من مغرض حاقد.
وقد فقد كثير من أبناء الشعب السوري والوجهاء والأثرياء ثرواتهم وأملاكهم من الأراضي التي ورثوها أباً عن جد لأن بعض أزلام النظام (أو أبيه) كان أجيراً أو خادماً لهذا الثري أو ذلك الوجيه.
ومن الطبيعي أن يثور الشعب السوري في جميع المحافظات والنواحي على هذا النظام القمعي، ولأن النظام يدرك أن الجيش من الشعب ومهمته حماية البلد والشعب وليست قمع الشعب أو قتل المتظاهرين لذا فقد أوكل النظام لقطعان الشبيحة مهمة قتل أي عنصر من الجيش أو الأمن ممن لا يطلق النار على المتظاهرين ويقتل، ومن ثم يدعي النظام أن قتلى الجيش والأمن قتلهم الإرهابيون.
والشبيحة لمن لا يعرفهم فهم مرتزقة النظام (توظيف مهني والدفع مقدم) ومهمتهم تنفيذ أوامر النظام بدون نقاش كحارسات القذافي (سيء الصيت) وسيقولون عند زوال هذا النظام البغيض كنا مجبرين لكن من يصدقهم (بالمناسبة ما مصير حارسات القذافي؟).
أما النبيحة فهم كثر أولهم بثينة شعبان مستشارة الرئيس والدكتور بسام أبو عبدالله أستاذ العلوم السياسية بجامعة دمشق (ومحلل فظائع الشبيحة والنظام) الشيخ أحمد الحاج علي وبقية الجوقة من الهتيفة والمنافقين والمرتبطين مصيرياً بالنظام البغيض، وقد يعذرون لأنهم مجبرون لارتباطهم المصيري بالنظام.
لكن هناك وجهاء وأثرياء صودرت أملاكهم وثرواتهم وأهينت كرامتهم وشردوا خارج القطر ويفترض أن يكونوا أول الثائرين على هذا النظام قد انضموا إلى جوقة النبيحة بتسويغ قتل المتظاهرين ووصف المتظاهرين بشرذمة من قطاع الطرق والبلطجية، وأنه لن يأتي نظام أفضل من هذا النظام (الذي صادر أملاكهم وشردهم خارج البلد بعد أن أذاقهم صنوفاً شتى من الذل والهوان) ومع ذلك يطبلون لهذا النظام القمعي عندما اهتزت أركانه ويصدق عليهم قول (البس يحب خناقه): ما رأيكم بهؤلاء النبيحة الذين استعذبوا العبودية مجاناً لهذا النظام البغيض؟
أقول: والله يستاهلون ما جاهم ومن هالحال وأردى!!.
كنا نبكي على حالهم، وهم يبكون أو يتباكون اليوم على حال هذا النظام البغيض!!.
الجبيل الصناعية - سابك