|
تُعدّ استضافة خادم الحرمين الشريفين: لأربعمائة وسبع وسبعين أسيراً وأسيرة من الأسرى الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم السلطات الإسرائيلية، لأداء فريضة حج عام: اثنين وثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة على نفقته الخاصة، التي يُريد بها ثواب الله الذي يُضاعفه في الدنيا والآخرة، مكرمة لسجناء فلسطين الذين تحرروا من غياهب سجون الاحتلال الإسرائيلي الذي تجرّد من الإنسانية، وأذاقهم صنوف العذاب لعشرات السنين بلا رحمة لأكبادهم الرطبة، وحُرموا من حقوقهم التي يطالبون من أجل تحقيقها منذ أن وطأت أقدام احتلالهم القذرة أرضهم الطاهرة، التي ارتوت بدمائهم، وهدمت منازلهم وأحرقت مزارعهم، واعتقلوا، وتجرّعوا مرارة الاعتقال، وتنوع العذاب من زبانية سجونهم الذين لا يقدرون حرمة الإنسان الفلسطيني، وحريته التي احترمها منذ أن أوصدت عليهم أبواب السجون إلى أن امتدّت أيدي الفرج من السلطات الفلسطينية، وأفرج عنهم، وتلقتهم أيدي خادم الحرمين الشريفين الحانية، وتكفّل وصولهم من الأراضي الفلسطينية إلى الأراضي السعودية، وتهيئة وسائل المواصلات، وراحة السكن، وتنوع الغذاء في مختلف المشاعر إلى أن يعودوا إلى بلادهم، وهذه خدمات لأسرى فلسطين، أنستهم وحدة السجون التي قضوها عشرات السنين بلا ذنب ارتكبوه إلا أنهم فلسطينيون.
كما أن وصولهم إلى المشاعر المقدسة بلسم شافٍ لآلام تعذيب تجرّعوها في غياهب سجون إسرائيل المظلمة، ونسوها أمام الكعبة المشرفة، وأدّوا ركعتي الطواف، وألسنتهم تلهج دعاءً رافعين أكف الضراعة إلى الله العلي القدير أن يجزي خادم الحرمين الشريفين فضل جزاء الدنيا والآخرة، لأنهم وجدوا منه أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، وعاشوا روحانية الإيمان في المشاعر المقدسة، لأداء شعائر الحج الذي يُعدّ فريضة على المسلمين الذين يستطيعون إليه سبيلاً، واستطاع الأسرى الفلسطينيون بفضل الله ثم بفضل مكرمته، أداء الإحرام، والطواف، والسعي والوقوف بعرفة، وهي أركان لا يتم الحج إلا بها، وكملت فرحتهم ووقفوا بعرفة، ورجعوا مغفوراً لهم -بإذن الله- فالله لا يحرمه أجر الأسرى الفلسطيين رجالاً ونساءً، أدوا مناسك الحج على نفقة خادم الحرمين الشريفين التي يرجو أن تكون خالصة لله، لأدائهم الركن الخامس من أركان الإسلام، ويعودوا إلى بلادهم، ويخرجوا من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم، وجاءت استضافته (حفظه الله) دواءً لأدواء إصابتهم في غياهب السجون الإسرائيلية، واستقبلوا الكعبة المشرفة في بيت الله الحرام، ونسوا أسوأ ويلات العذاب، وغربة الاعتقال، وظلمة السجون، والتأمت جراحهم باستضافتهم، لأداء فريضة الحج رافعين أكف الضراعة إلى الله العلي القدير في المطاف، والمقام، والمسعى، وفي عرفة، ومزدلفة، ومنى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين ذخراً لأبناء الأمة العربية والإسلامية.
(*) بريدة - نادي القصيم الأدبي