|
دمشق - الدوحة - عمان - وكالات
في أول أيام عيد الأضحى المبارك, استقبلت قوات الجيش السوري المتظاهرين بالرصاص وقتلت ستة عشر مدنياً على الأقل بينهم أحد عشر في حمص أمس الأحد في هجوم عسكري على مظاهرات مطالبة بالديمقراطية في أنحاء البلاد اندلعت بعد صلاة العيد, بحسب ما ذكر ناشطون.
ودفع تجدد العنف جامعة الدول العربية إلى الدعوة إلى اجتماع طارئ جديد حول سوريا يوم 12 نوفمبر الجاري. ويعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعاً طارئاً يوم السبت المقبل في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية على المستوى الوزاري لبحث عدم التزام سوريا بتنفيذ المبادرة العربية لإنهاء أعمال العنف وقمع الاحتجاجات.
وقال بيان رسمي صادر عن الجامعة أمس الأحد إن رئيس وزراء قطر ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم وجه أمس الدعوة إلى وزراء الخارجية العرب للاجتماع في ضوء استمرار أعمال العنف وعدم تنفيذ الحكومة السورية التزاماتها التي وافقت عليها في خطة العمل العربية لحل الأزمة في سورية. وذكرت إحدى جماعات المعارضة أن ما لا يقل عن 16 مدنياً قتلوا أمس الأحد على يد قوات الأمن السورية في الوقت الذي تحدى فيه المحتجون العنف الحكومي وخرجوا إلى الشوارع في أول أيام عيد الأضحى.
وذكرت اللجنة العامة للثورة السورية أن 11 حالة وفاة وقعت في محافظة حمص وسط البلاد. ويقول نشطاء المعارضة إن حملة القمع الحكومية العنيفة تستهدف منذ أسابيع مدينة حمص حيث تتركز الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأضافت اللجنة العامة للثورة السورية أن خمسة أشخاص آخرين قتلوا أمس الأحد في محافظة حماة وسط البلاد ومحافظة إدلب الواقعة بالقرب من الحدود مع تركيا.
وتظاهر المحتجون المطالبون بالديمقراطية في عدة مناطق سورية عقب صلاة العيد مطالبين برحيل الأسد وفق ما قال نشطاء. وأظهرت لقطات بثت على الإنترنت أمس الأحد ما قالت المعارضة إنها مظاهرات تهتف ضد الأسد في حي القابون بالعاصمة دمشق. وجرح عدد غير محدد من المتظاهرين. وتردد أن رجال الأمن طوقوا المساجد الكبرى في بعض المدن السورية لمنع المصلين من الانضمام للاحتجاجات المناهضة للحكومة. في غضون ذلك بدأ المعتقلون السياسيون إضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجاً على عدم إطلاق الحكومة السورية سراحهم في إطار المبادرة العربية لإنهاء الاضطرابات التي تشهدها البلاد. وعلى الصعيد السياسي أكد برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري الذي يجمع غالبية تيارات المعارضة السورية السبت رفض المعارضة القاطع للتفاوض مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك في كلمة بثتها قناة الجزيرة. وقال غليون في كلمة إلى السوريين بمناسبة عيد الأضحى بثتها القناة القطرية: «لن نتفاوض على دماء الضحايا والشهداء»، مؤكداً أن نظام الرئيس بشار الأسد يهدف إلى كسب الوقت بإعلانه قبول مبادرة الجامعة العربية.
إلى ذلك أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوماً تشريعياً يقضي بمنح عفو عام عن المكلفين المتخلفين عن تلبية الدعوة للخدمة الإلزامية في الجيش بدون عذر مشروع. ومن جهته اعتبر وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أمس أنه «لم يعد هناك شيء ينتظر» من نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال جوبيه في تصريح لإذاعة أوروبا 1: «أعتقد شخصياً أننا لم نعد ننتظر شيئاً من هذا النظام الذي رغم ما يعلن عنه من حين لآخر لن يجري أي برنامج إصلاحات».