منى - واس

بين جبال بكة الشاهقة، وخلال سفوحها شديدة الانحدار ترتفع بروج وقف الملك عبدالعزيز المشيدة.. بروج وضّاءة ومضيئة، باذخة البياض، تلفت الأنظار إلى أحد فرائد العمارة في العالم التي تسْطع في سماء مكة المكرمة، مشكّلة لوحة جمالية وروحانية تطل على الكعبة المشرفة مهوى أفئدة المسلمين في أصقاع المعمورة.

وتهبط أكبر ساعة توقيت في العالم في أحد أطول الأبراج السكنية في العالم التي تعد بمثابة مدينة متكاملة العناصر والخدمات، إذ يحتوي على سبعة أبراج سكنية، يشمل كل برج منها على فندق، وشقق فاخرة مفروشة، وأجنحة على جميع المستويات، إضافة إلى مجمع تجاري، وأسواق مركزية، ومنطقة مطاعم. وتبلغ مساحة البناء مليون و500 ألف متر مربع مكونة من سبعة أبراج متلاصقة تتزين بروائع الهندسة المعمارية الإسلامية في الداخل والخارج، ذات ارتفاعات متعددة، يصل ارتفاع البرج الرئيسي إلى 600 متراً. ويتسع وقف الملك عبدالعزيز لأكثر من «65000» نسمة، كما يتسع مسجده لأكثر من «3300» مصلٍ، وموقف للسيارات لأكثر من ألف مركبة مرتبطة بالأنفاق الأرضية تحت المبنى، وذلك لتأمين حركة القادمين والمغادرين موزعة على أربعة طوابق. ويخدم ما يزيد عن أربعمائة مصعد كهربائي نزلاء الوقف موزعة بين الأبراج لتسهيل حركة الحجاج والعمّار بأسرع وقت تتحرك معظمها بسرعة ستة أمتار في الثانية، فضلاً عن 140 سلماً كهربائيا. وربطت الأبراج السكنية بجسور طويلة ومرتفعة تتيح آلية التنقل بين الأبراج، وتستعمل للإخلاء السريع عند الطوارئ.

وصمم الوقف وفق أنظمة تكييف عالية الجودة في مبنى منفصل على بعد أكثر من كيلومتر عن المشروع، وذلك لتجنب الضوضاء الناتجة عن تشغيل المبردات. ويحضن الوقف خزانات مياه تزيد طاقتها الاستيعابية عن «53000» متر مكعب لضمان توفير المياه، خصوصا في أوقات الذروة، إضافة إلى الاحتياجات الإضافية اللازمة لشبكة مكافحة الحريق.

وزودت المباني بنظام تحكم ومراقبة لعمل الأجهزة الأساسية بما فيها المضخات والمراوح والمعدات الكهربائية؛ وذلك لمراقبة عملها وتأمين الخيارات البديلة في حال تعطله. ويشمل المشروع مركزاً ثقافياً، بالإضافة إلى مركز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدراسة ومتابعة منازل القمر، ومركز أبحاث علوم الفلك، ومركز رصد فلكي، ومهبطين للطائرات العمودية على اتصال مباشر بكافة الأبراج السكنية، إضافة إلى مركز طبي متكامل، فضلاً عن تجهيز مقر للمؤتمرات بطاقة استيعابية تبلغ 1500 شخص، ومحطات خاصة للحافلات، بالإضافة إلى توفير أحدث وسائل الأمن والسلامة باستخدام النظام المتكامل للإنذار المبكر ومكافحة الحريق، زيادة على محطتين لمعالجة مياه الصرف.

وتتعدد الأنشطة الداخلية للمجمع من مراكز تجارية ومطاعم ووحدات سكنية ومواقف سيارات وأماكن للصلاة وعناصر ترفيهية لتتناسب مع الجو الديني المحيط، بما يوفر لمرتادي المبنى وقاطنيه معظم الخدمات المطلوبة دون الحاجة إلى التنقل خارجه.

ويتميز وقف الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين بقربه من المسجد الحرام، وتمتعه بالإطلالة المباشرة على الكعبة المشرفة، واتصاله المباشر بساحات الحرم الخارجية، كما تتربع على قمة المجمع أعلى وأكبر ساعة في العالم ساعة مكة المكرمة.