مات سلطان الخير والجود والكرم، مات أبو اليتامى والضعفاء والمساكين والمحتاجين ليس في المملكة، بل وخارج المملكة، إنه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وهو الذي ينطبق عليه قول الشاعر العربي:
تعوّد بسط الكف حتى لو أنه
ثناها لقبض لم تطعه أنامله
ولو لم يكن في كفه غير روحه
لجاد بها فليتق الله سائله
والله إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
مات بعد حياة حافلة بالخير والعطاء، ورحيله بقدر من الله خسارة جسيمة على شعب المملكة العربية السعودية، بل على العالم العربي والإسلامي والدول الصديقة للمملكة.
لعمرك ما الرزية فقد مال
ولا حصان يموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد فذ
يموت بموته خلق كثير
أحد يموت وينتهي ساعة الموت
وأحد يموت وله من الذكر باقي
الناس ألف منهم كواحد
وواحد كالألف إن أمر عنا
{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً}، وقال تعالى: {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}.
وقال تعالى: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، وقال: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}.
أحرّ التعازي لخادم الحرمين الشريفين في وفاة ولي عهده الأمين، ونرجو له من الله العلي القدير الصحة والعافية والسلامة من كل سوء، كما نتقدّم بتعازينا لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني وزير الداخلية، ولجميع أبناء الملك عبد العزيز وأحفاده، وفي مقدمتهم أبناء وبنات المغفور له بإذن الله سلطان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين وأحفاده، ولكافة أبناء الشعب السعودي، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
ونرجو من الله العلي القدير أن يتغمد فقيدنا الغالي بواسع رحمته ويسكنه جنات الفردوس، والحمد لله رب العالمين.
الرياض