|
أكَّد الدكتور عبد العزيز بن علي المقوشي مساعد مدير عام مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية أن فقدان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود يُعدُّ فقدان أمة وليس فقدان وطن، فجهود سموه عليه رحمة الله شملت القاصي والداني ولم تقتصر على جنس أو لون أو وطن.
وقال الدكتور المقوشي «لقد شرفت وعلى مدى سنوات بالتعرف عن قرب على جوانب مشرقة في حياة رمز متفرد من الرجال هو صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الرئيس الأعلى لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية يرحمه الله. وفي هذا الجانب يتجسد عشق الفقيد غفر الله له لعمل الخير وما يوليه من اهتمام بالمعوقين والمعوزين والأيتام والأرامل واحتياجاتهم، فالأمر كما يدرك المهتمون بتلك القضية تجاوز سقف المبادرات الخيرية التي يفيض بها رصيده المثاب بمشيئة الله عند المولي سبحانه وتعالى - تجاوزه إلى أن سلطان الخير بات منظومة من برامج الرعاية والتنمية للإنسان يصعب على بعض الدول توفيرها! تلك المنظومة تشمل مؤسسات علمية وبحثية وخدمية وتأهيلية وعلاجية واجتماعية تتوفر لديها كل مقومات العمل المؤسسي المتميز بمنهجيته العلمية وديمومته وتطوره المتلاحق.
وأضاف الدكتور المقوشي قائلاً: «فما بين مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، وعشرات المراكز والمشروعات التي تقدم برامجها التربوية والتأهيلية والعلاجية والاجتماعية للآلاف من المواطنين داخل المملكة من ناحية والشعوب الشقيقة والصديقة خارجها من ناحية أخرى، وأوقاف خيرية تخصص إيراداتها للإنفاق على خدمات المحتاجين - بين كل تلك الصروح وغيرها - كثير يقف الإنسان متأملاً مشدوهًا بما استطاع سلطان الخير أن يقدمه لبلده في مجال واحد فقط من مجالات العطاء».
وأشار مساعد مدير عام مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية إلى أن كافة الشواهد تقول: إن سموه -رحمه الله- كان واحدًا من أكثر الناس.. إنه سلطان بن عبدالعزيز.. سلطان القلوب الذي استأثر بحب كل من عرفه أو اقترب منه وكما أخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم «إن الله إذا أحب عبدًا دعا له جبريل عليه السلام، فقال... «إني أحب فلانًا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: «إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض».
وحب الناس لأمير القلوب -طيب الله ثراه- لم يكن وليد لحظة أو لموقف بعينه، بل إنه تراكمات «كيمياء» - لا يعرف سرها إلا خالقها ربطت بين الفقيد الغالي والناس، كبيرهم وصغيرهم، رجلاً كان أو امرأة أو طفلاً، حاكمًا أو محكومًا، عربيًا أو أجنبيًا... شواهد عديدة تابعتها عن قرب وكان لي شرف معايشتها، تروي لنا ما هية تلك «الكيمياء» التي تجعل طفلاً معاقًا لا يتجاوز عمره الثالثة -قد لا يعلم من هو الرجل- يرتمي في حضنه ويبتسم ملء وجنتيه متفحصًا وجه من يحمله بكل هذا الدفء والحب.. رحم الله سلطان القلوب، و إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إليه رَاجِعونَ .