يبدو أن الشهور الاستنزافية التي مرت بليبيا، قد حصدت بموت القذافي ثمرة إصرارها..

وأن ربيعاً قادماً سيؤتي زهوره، في هذا البلد العربي الكبير, ذي الوفرة في خيراته, والكثرة في طموحاته..

بعد ما يقارب أربعين عاماً, دخل فيها تحت مظلة القذافي, وداخل أسوار قبضته...

ليبيا بموت القذافي، نجحت ثورتها بالتأكيد عسكرياً.. على ضآلة عدة الشعب..

ليبيا هل تحقق من بعد الخميس 20-10-2011، ما أوقدت شعلته يوم السابع عشر من فبراير الماضي..؟

ليبيا، ثمانية شهور، وأيام قليلة عمر صمود بذور ثورتها، ليس داخل ثراها، بل فوق فضاء أديمها..

تكفلت بإنجاز خلاص مفعم بالاستسلام، لقبضة الجراح, والدم، والسقوط بلا روح في جسد «الزعيم».....

إن الثورات التي تنتهي بالموت فقط في الأجساد...

تموت بالموت ذو الألوان..

أما الثورات التي تميت لتحيا، فإن جدولها طويل دربه..

وحياتها معلقة في كبدِ عزمٍ.., وعضد.., وهدف..

أتوقع، أن ليس فقط في حسبان ثورة ليبيا أن تقضي على ذات القذافي..., وإنما على ما يحمله من دلالات، لتلك المعيشة التي خضع لظلمها, واضطهادها، وعسرها, وجبروتها, واختناقاتها, وخوفها، ونهبها، وعزلتها شعب ليبيا..كل من أطلق ثواره شرارة التخلص..

فجاءت فرحة موت القذافي، نافذة لهم، عريضة أمامهم.., ليدلفوا منها بقوة إلى سبل تحقيق نجاحات أخرى, انضوت تحتها شعارات الثورة..تفوق الآن الحاجة إلى سلاح من مدية, وصاروخ، ومسدس, ورشاش.. وطائرات قذف, وإبادة خطط..!

لييا أمام مفترق عصيب..

تتفتح حولها أفواه كثر.., بغية التهام كل سلامة فيها....

ولكيلا تبدد مخزون سواعدها, وثراها..

عليها أن تلم شتات نواياها.. ووحدة قلوبها...

وتقرأ ما خلف الكلام، وما تبطنه الجمل..

لا تزال الأنباء في بداية الحديث عن حادثة موت «الرئيس»..

ولم يحن إلا تخرص عما سيكون..

وتلك مهنة المحللين، والمتفيهقين.. وذوي الأصوات..

ليبيا تئن بجراحات وجراحات.. لم تتطبب منها بعد..

ولن تفعل، إلا متى يحين موسم ربيع أرضها... الحقيقي..

إعادة بناء... ولم شمل..

وحدة قلب.. وزرع نخاع..

وصفحة واحدة لهوية الهدف..