مثلما تحتاج المركبات والمعدات إلى صيانة دورية أو سنوية مستمرة لتحسين الأداء وإطالة العمر الافتراضي لها فكذلك المنازل تحتاج إلى صيانة دورية مستمرة تفادياً وتحسباً لأي أعطال قد تحدث في أوقات حرجة وعصيبة. وربما يتساهل البعض منا بالصيانة المنزلية؛ إما بسبب الإهمال والكسل أو بسبب البخل وتوفير بعض الأموال، وهذا خطأ لأن النتيجة مستقبلاً ستكون عكسية وربما تقع حوادث بسبب إهمال الصيانة حتى لو كانت يسيرة جداً؛ ذلك أن المجهود اليسير والمال القليل الذي سيصرف على الصيانة السنوية لن يضيع هباء؛ فالإهمال يؤدي إلى تراكم الأعطال يوما بعد يوم، وبالتالي يصبح أمر الإصلاح للخلل والصيانة أمراً صعباً، وقد يكلف الأموال الطائلة التي ترهق صاحب المنزل بينما لو أنه قام بالصيانة الدورية أولاً بأول لوفر على نفسه العناء والمشقة وصرف الأموال الكثيرة، ولما تردد في عمل الصيانة السنوية إطلاقاً، فالعملية إذاً أشبه ما تكون بتراكم الديون كلما أجلت زادت صعوبة.
الناحية الأخرى، وهي الأهم وهي متعلقة بالأمان داخل المنازل وخاصة الكهرباء وما يتعلق بصيانتها من تمديدات وأفياش وسخانات المياه وأجهزة التكييف والأفران وكل هذه الأجزاء الموجودة في المساكن في حال إهمال صيانتها ربما تؤدي إلى وقوع أمور وحوادث لا تحمد عقباها كالحريق وتعطيل الدائرة الكهربائية وهنا تقع الكوارث الخطيرة.
ومن الأمور الأخرى التي لا يجب إهمال الصيانة المنزلية بها هي التصدعات والتشققات التي تظهر على الجدران والأبنية الخرسانية فيؤدي إهمال صيانتها وإصلاحها أولاً بأول إلى تزايدها وقد يغفل الكثيرون من أصحاب المنازل عنها وتكون النتيجة هي سقوط الجدار أو المبنى على ساكنيه - لا قدّر الله.
إن غالبية الحوادث المنزلية لو بحثنا عن أسبابها لوجدنا أن أهم الأسباب هو إهمال الصيانة الدورية للمنازل والتساهل بها إلى أن تقع الكوارث ومن بعدها نصحو ونصلح الخلل ولكن بعد فوات الأوان لذلك لابد من التقيّد بالصيانة أولاً بأول وبشكل دوري حتى لا نقع في ما لا تحمد عقباه، وبذلك سوف نساهم في التقليل والحد من وقوع الكوارث بشكل كبير بإذن الله.
ناصر محمد الحميضي - إعلامي