|
دمشق - عمان - نيويورك - وكالات
شهدت جلسة مغلقة لمجلس الأمن مشاحنات بين الدول الأوروبية من ناحية وروسيا والصين من ناحية أخرى ليل الجمعة السبت بسبب تزايد بواعث القلق تجاه سوريا وتصاعد شبح الحرب الأهلية هناك, حسبما ذكر دبلوماسيون بالمجلس.
وقال دبلوماسيون طلبوا عدم ذكر أسمائهم إن سفراء فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال أيدوا بيانا أصدرته الجمعة نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الانسان يطالب بحماية دولية للمدنيين في سوريا وحذرت من حرب أهلية محتملة.وقال نشطون إن القوات السورية قتلت بالرصاص 12 محتجا على الأقل خلال مظاهرات نظمت الجمعة ضد الرئيس بشار الأسد بعد عشرة أيام من توحيد روسيا والصين لموقفهما في «فيتو مزدوج» ونادر لإجهاض مشروع قرار أوروبي في مجلس الأمن يدين سوريا ويلمح بعقوبات محتملة في المستقبل.
وقال دبلوماسي حضر الاجتماع إن المساعي الأوروبية ضد سوريا الجمعة اثارت رد فعل غاضبا من نائب السفير الروسي في الأمم المتحدة الكسندر بانكين الذي شكا من أن السفير الفرنسي جيرار ارو يخالف الإجراءات المعتادة بطرح قضايا «ليست على جدول الاجتماع».
وقال مبعوثون إن السفير الصيني أبلغ المجلس أن تصريحات بيلاي بشأن سوريا لم تكن مطلوبة من قبل مجلس الأمن ولذا فانه لا يجب اخذها في الاعتبار.
وطبقا لما جاء في صفحة البعثة الفرنسية بالأمم المتحدة على تويتر على الإنترنت فإن السفير الفرنسي جيرار ارو أبلغ المجلس خلال الاجتماع بأنه «يتعين على دعاة عدم اتخاذ اجراء بشأن سوريا أن يستخلصوا العبر من أحدث التطورات.»
وقال دبلوماسيون إن ارو كان يشير إلى روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب افريقيا وهي الدول الخمس التي تعارض المسعىالغربي لاتخاذ اجراء صارم في المجلس ضد سوريا منذ ان بدأت الحكومة السورية حملة ضد المحتجين المطالبين بالديمقراطية قبل ما يزيد عن سبعة أشهر.إلى ذلك قالت مصادر واسعة الاطلاع أمس السبت إن السلطات السورية متخوفة ومتحسبة لموقف عربي قد يتخذ ضدها في اجتماع جامعة الدولالعربية اليوم الأحد. وذكرت المصادر أن «السلطات السورية لا تخفي قلقها من أن يعطيموقف الجامعة في حال كان سلبيا ضد سلطات الحكم في دمشق، ذريعة وغطاء للمجتمع الدولي لاتخاذ مزيد من الخطوات الرادعة و من ثم العودة إلى مجلس الأمن في الأمم المتحدة، كما أن هناك تحسبا لدى السلطات من ترحيب جامعة الدول العربية بتوحيد صفوف المعارضة التي بات يمثلها بشكل واضح على اختلاف أطيافها المجلس الوطني الذي تشكل في أسطنبول في الثالث من الشهر الجاري».
من جهة أخرى أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس السبت قرارا يقضي بتشكيل لجنة مهمتها إعداد دستور جديد للبلاد على أن تنهي مهمتها خلال أربعة اشهر, حسبما ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا).
وقالت الوكالة إن الأسد «اصدر قرارا جمهوريا ينص على تشكيل اللجنة الوطنية لاعداد مشروع دستور لسوريا تمهيدا لإقراره وفق القواعد الدستورية على أن تنهي اللجنة عملها خلال مدة لا تتجاوز أربعة أشهر اعتبارا من تاريخ صدور هذا القرار».
وعلى الصعيد الميداني, فتحت القوات السورية النيران أمس السبت في وسط دمشق وقتلت بالرصاص اثنين من مشيعي
جنازة طفل يبلغ من العمر عشرة أعوام قتل خلال احتجاج قبل يوم, فيما قامت السلطات الأمنية بعمليات مداهمة واعتقالات فيبلدة كفر نبل الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب) اسفرت عن اعتقال 31 شخصا.وذكرت لجان التنسيق المحلية أن «شابا قتل في دمشق ظهر أمس إثر إطلاق قوات الأمن النار على جنازة الطفل إبراهيم الشيبان التي شارك فيها أكثر من عشرة آلاف بينهم نساء وأطفال».
وأضاف المرصد أن «قوات الجيش نشرت حواجز عسكرية جديدة في حي باب السباع وفصلت الحي عن حي الخضر المجاور له» في حمص.
وأشار إلى أن «قوات الأمن اقتحمت منذ ساعات الصباح الأولى حي كرم الزيتون بالمدرعات ورافق ذلك إطلاق نار كثيف».وفي ريف درعا (جنوب)، لفتت اللجان إلى أن «أكثر من 15 ألف يشاركون بتشييع الشهداء في داعل رغم الانتشار الأمني والعسكري الكثيف».
وفي بلدة كفرنبل، ذكر المرصد أن «أجهزة الأمن السورية تنفذ منذ فجر أمس السبت حملة مداهمات وتمشيط واعتقالات والأحراش المجاورة لها بحثا عن عنصر مخابرات يعتقد أنه فر من الخدمة». وأسفرت هذه الحملة عن اعتقال 31 شخصا حتى الآن.