|
بريدة: عبدالرحمن التويجري
رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة القصيم، حفل افتتاح الملتقى الخامس لجمعيات الزواج والأسرة بالمملكة (تحديد الاستراتيجيات.. وترتيب الأولويات)، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة القصيم، ووكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للتنمية الاجتماعية الأستاذ عبدالعزيز بن إبراهيم الهدلق وعدد من مديري الدوائر الحكومية وعدد من المسؤولين، وذلك مساء أمس الأول «الثلاثاء» بمركز الملك خالد الحضاري في مدينة بريدة، الذي تنظمه الجمعية الخيرية للزواج والرعاية الأسرية ببريدة (أسرة) لمدة ثلاثة أيام.
وقد أُقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بُدئ بالقرآن الكريم، رتله الأخ بدر التركي، ثم عرض مرئي لمسيرة الإعداد لهذا الملتقى، تلاه كلمة اللجنة المنظمة للملتقى ألقاها المدير العام لجمعية أسرة ببريدة رئيس اللجنة المنظمة الدكتور محمد بن عبدالله السيف، رحب فيها بسمو أمير المنطقة وسمو نائبه ووكيل وزارة الشؤون الاجتماعية وجميع الحضور، مبدياً سعادة الجميع بتشريف واهتمام سموه الكريم وسمو نائبه، وموضحاً أن الاهتمام باستقرار الأسرة وسعادة المجتمع وراء إقامة هذا الملتقى الذي تتنوع فيه الفعاليات وتتعدد البرامج، وبُذل به جهد علمي وعملي كبير. كما بيّن أن رسالة جمعيات الزواج والأُسَر مستمدة من كتاب الله وسُنّة رسوله لتكوين الأسرة والحفاظ عليها من التصدعات. وقال إن اهتمام الدولة المباركة بالأسرة تكويناً وحماية واحتراماً تضمنه النظام الأساسي للحُكْم بالحفاظ على مكانة الأسرة. وتنص توجيهات ولاة الأمر بالعناية بذلك. وما اهتمامكم إلا عنوان على اهتمام القيادة بالأسرة ومؤسساتها. مشيراً إلى أهمية إقامة الملتقى بشكل دوري لتبادل الخبرات والتجارب وتحقيق التعاون والتكامل. وقدَّم السيف شكره لموافقة ومتابعة سمو أمير المنطقة على إقامة هذا الملتقى، الذي يتوافق مع مرور عشرين عاماً على تولي سموه إمارة المنطقة. كما قدم شكره لسمو نائب أمير المنطقة لدعمه الجمعية، معبراً عن شكره لكل مَنْ ساهم ودعم وساند وعمل في إقامة هذا الملتقى.
تلا ذلك كلمة مساعد رئيس محاكم القصيم رئيس مجلس إدارة جمعية (أسرة) الشيخ سليمان بن عبدالرحمن الربعي، التي رحب فيها براعي حفل هذا الملتقى وتسهيل مهامه. مضيفاً بأن هذا الملتقى يُعَدّ دعماً قوياً وطريقاً نيراً للجمعيات المشاركة وأمثالها لما تحتوي عليه ورقات العمل المقدَّمة من جودة في الطرح وسمو في الهدف وخبرة في التخصص من الملقين. وشكر للمشاركين وللحاضرين إجابة الدعوة وللداعمين على دعمهم. مبيناً أن هذا الملتقى يُعَدّ الأول بعد قيام الجمعيات الخيرية للزواج والرعاية الأسرية في المملكة، وأن الجمعية الخيرية للزواج والرعاية الأسرية في بريدة شرفت وتشرفت بتنظيمه بمباركة ودعم ومساندة وتوجيه من سمو أمير القصيم الرئيس الفخري للجمعية.
ثم بعد ذلك ألقى المدير العام لجمعية وئام للرعاية الأسرية بالدمام الدكتور محمد بن عبدالرحمن العبدالقادر كلمة الجمعيات والجهات المشاركة بالملتقى، أعقبها كلمة معدِّي وملقي أوراق العمل بالملتقى، ألقاها نيابة عنهم الدكتور ماجد بن محمد الماجد مستشار معالي وزير العدل.
وضمن فقرات الحفل سلَّم صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم شهادة الأيزو العالمية للجودة لرئيس مجلس إدارة جمعية أسرة الشيخ سليمان الربعي، التي حصلت عليها الجمعية مؤخراً. ثم توالت فقرات الحفل؛ حيث أُلقيت قصيدة شعرية للشاعر محمد بن سليمان الضالع بعنوان (دمعة عانس) نالت استحسان الحضور.
ثم ألقى وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للتنمية الاجتماعية الأستاذ عبدالعزيز بن إبراهيم الهدلق كلمة الوزارة، نقل من خلالها تحيات معالي وزير العمل لسمو أمير المنطقة وسمو نائبه والمشاركين، وقال إنها مناسبة طيبة وليلة مباركة في هذا الملتقى. مشيراً إلى العمل الخيري ودوره في تماسك الأفراد والجماعات، ولا يخفى على الجميع ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين للعمل الخيري في مجالاته كافة. مضيفاً بأن هناك 614 جمعية خيرية و89 مؤسسة خيرية خاصة تعمل على تقديم مساعدات أعمال الخير، وتقدم خدمات صحية وتدريبية وتأهيلية وخدمة الأيتام والمعوقين والمساعدة على الزواج والإرشاد الأسري؛ حيث يبلغ دعم الجمعيات 450 مليون ريال سنوياً. مؤكداً أن هناك تركيزاً على البرامج الأسرية والإرشاد الأسري. كما أشار الهدلق في كلمته إلى أن جمعيات الزواج قدمت خدمات جليلة، منها تكوين الأسرة التي هي نواة المجتمع وأساسه لتحقيق التكافل والاستقرار الأسري. وأوضح أن نشر ثقافة الأسرة الصحيحة والإرشاد الأسري لاقى اهتمام الوزارة، خاصة مع التغيرات في المجتمع، وذلك بإنشاء مراكز تدريبية متخصصة، كما تحرص الوزارة على مثل هذه الملتقيات التي تعرض تجارب ناجحة. وفي نهاية كلمته شكر الهدلق جمعية (أسرة) على حسن التنظيم وجميع المشاركين.
عقب ذلك تحدَّث صاحب السمو الملكي أمير القصيم خلال الحفل، وقال: «إننا أيها الإخوة في بلد يعتز بأبنائه، ويحافظ على منجزاته، ويسعدني ويشرفني أن أنقل لكم جميعاً تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين سيدي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يقدم لأبناء هذا الوطن وبناته كل ما يسعدهم في مسيرة حياتهم في المحافظة على أمنهم واستقرارهم، وباسمكم جميعاً وباسم أبناء وبنات المنطقة أرفع لمقامه - حفظه الله - الشكر والتقدير والعرفان على هذه العطاءات. وإن الاعتزاز بمثل هذه اللقاءات وبمثل هذا العمل البناء يجعلنا جميعاً نبذل جهدنا في تهيئة الجو المناسب والأرض الصلبة؛ ليقف عليها العمل الاجتماعي الذي يُعتبر من أهم الأعمال في حياة الأمم والأوطان؛ لذلك فإن هذا الملتقى وهذا العنوان الرائع (رسم الاستراتيجيات وترتيب الأولويات) لهذه الجمعيات لهو أمر مهم للغاية، ويجب أن يؤخذ مأخذ الجد، وأن يخرج من هذا اللقاء مخرجات تفيد العمل الاجتماعي في المستقبل، وأهم عمل هو الأسرة التي هي النواة التي يتكون منها المجتمع».
وأضاف سموه «لذلك أوجه لزملائي رجاء بأن يهتموا بمخرجات هذا اللقاء، وأن يجعلوا منها منهجاً واضحاً لعمل واضح وسليم. وأُقدّم شكري وتقديري لزملائي في مجلس إدارة جمعية أسرة في بريدة ولزملائي في جميع جمعيات المنطقة التي تأخذ هذا الدور وهذا التخصص، مرحباً بالزملاء كافة في الجمعيات في مناطق المملكة بهذه الزيارة وهذا اللقاء الذي نسعد به جميعاً ونفتخر به. أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يحفظ هذا الوطن ويجزي كل من عمل خير الجزاء». ثم بعد ذلك كرّم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز رعاة الملتقى والمساهمين به والمشاركين ورؤساء اللجان العاملة به، ثم تسلم سموه الكريم درعاً تذكارية بهذه المناسبة، كما تسلم سمو نائبه درعاً تذكارية، وتسلم معالي وزير الشؤون الاجتماعية درعاً، تسلمها نيابة عنه وكيل وزارة للتنمية الاجتماعية.
وفي الختام انتقل سموه الكريم والحضور إلى مقر المعرض المصاحب ليقص سموه الشريط إيذاناً بالافتتاح، ثم تجول سموه ومرافقوه في أرجاء المعرض مستمعاً إلى شرح من القائمين على أركان وأجنحة المؤسسات والجمعيات المشاركة.