فجعتُ بوفاة جدي الغالي المرحوم بإذن الله الشيخ إبراهيم بن عبدالعزيز الرويتع، الذي رحل عن دنيانا يوم الثلاثاء الموافق 22-10-1432هـ، وقد عانى رحمه الله في أواخر أيامه من المرض الذي جعله طريح الفراش، حتى جاءه القدر ليودعنا ويترك فراغاً كبيراً في نفوس أبنائه وبناته وأحفاده وحفيداته وكافة أسرة الرويتع ومحافظة الخرج التي عاش فيها جلّ عمره.
لقد كان رحمه الله رحمة واسعة، بشوشاً كريماً عند اللقاء، طيب المجالسة والمعشر ورفيقاً للصغير قبل الكبير، وكان عطوفاً على اليتامى والأرامل، ويشعرني وأنا حفيدته أنه ليس إنساناً عادياً بل جبل من (الإنسانية) وسند لمن عرفه بما يتمتع به من خصال نادرة، في هذا الزمن الذي يندر فيه أمثال حبيبي الغالي جدي إبراهيم الرويتع.
ومن المواقف التي لا تنسى للراحل الغالي، موقف يدل على شهامته وطيبته وتواضعه رغم مرضه القاسي، فقد قام بزيارة شقيقي عبدالعزيز في المستشفى للاطمئنان على صحته بعد تعرّضه لحادث، وقد كتبت هذه الخواطر التي نبعت من قلبي الذي يعتصر ألماً على فقدان جدي الحبيب وأقول فيها:
وانطفا نورك يـ(خرجنا)
وانطفا حسك يـ(دارنا)
يا عز «الرواتع» وعزنا
آه يا دارك دار الكرم
دار الذكر والقيم
ما عرفك أحد الا وقال ونعم
فيك الصبر والشهامة والهمم
يا بوي
ما جاع من عرف دارك أبد
وما مل من مجلسك أحد
يا عزنا
ان فرحنا ردده شكر ربنا
وان حزنا كنت عون لنا
يا ابوي..
اسمع أنا
صوتك ينادي للصلاة
وينك يا بوي اسمعك
ابغي أشوفك واعلمك
إن الدار من بعدك
طفت
وإن الخرج من بعدك أظلمت
يا بوي..
عبدالعزيز يسأل عليك
مشتاق لك
عرف إنك بكيت له
وجيت عنده وقريت له
ودعيت له
وكانت آخر شوفه له
مر هالعيد
ما شافك أبد
حال بينك وبينه المرض
آه يا بوي..
رحلت
والذكرى بقت
ذكرى أعوام مضت
فيها أمور صعبت
وبدعائك تغيرت
يا بوي..
لك عيال وبنات
ما ينسونك أبد دمت لهم سند
في حياتك ومماتك وللأبد
ابنتك - مها محمد بن صالح الدخيل