تواصل المحكمة الجزائية المتخصصـــة بقضايا الإرهـــاب في الرياض محاكمة الخلايا الإرهابية التي عاثت فساداً في البلاد من خلال تنفيذها عدداً من الأعمال الإرهابية، فيما وفق الله الأجهزة الأمنية السعودية في إحباط أضعافها؛ ما جنب البلاد والعباد شرور هذه الفئة الضالة. المحاكمات واعترافات المتهمين الذين تعاقبوا بالمثول أمام المحكمة أظهرت وقائع أصابت كل مَنْ أطلع عليها بالذهول وحتى الصدمة، خاصة العلاقات الخاصة والتسهيلات التي كان يحصل عليها الإرهابيون، والتنسيق بين التنظيمات المختلفة متجاوزين أي ادعاءات طائفية أو اختلافات فكرية؛ فتنظيم القاعدة الذي مثل مرجعية إرهابية وسلوكية لخلايا الفكر الضال في المملكة كانت له ارتباطات وثيقة مع حزب الله اللبناني، ومن خلال قادته الذين وجدوا مكاناً آمناً في سوريا كانوا ينسقون أعمالهم لتنفيذ أجندة نظام الملالي في إيران عبر قيادات متخصصة في حزب الله يلتقونهم في سوريا وحتى في لبنان.
نظام الملالي في إيران الذي يدعي الدفاع عن الشيعة حاول من خلال تنظيم القاعدة وإحدى خلايا الفكر الضال إحداث فتنة طائفية، تبدأ بقتل واغتيال رجال دين ورموز من أبناء الشيعة؛ إذ كشفت المحاكمة الأخيرة أن نظام طهران وعبر حزب الله اللبناني صاغ مؤامرة، أطرافها قادة تنظيم القاعدة الموجودون في سوريا وتحت إشراف وتوجيه أيمن الظواهري، لتنفيذ عمليات إرهابية داخل المملكة من خلال الخلايا الإرهابية المرتبطة بالتنظيم، وذلك بالتنسيق والتمويل وتوفير أسلحة ومعدات لعناصر الخلية الإرهابية الموجودين في المملكة، وركزت التوجيهات على اغتيال شخصيات من طلبة العلم ورجال الدين من الطائفة الشيعية في المنطقة الشرقية، يتبعها تنفيذ عمليات إرهابية عدة في منابع النفط ومراكز مهمة في المنطقة، وإلصاق التهمة بأبناء الطائفة الكريمة؛ لإحداث فتنة بين أبناء الشعب الواحد.
هذه المؤامرة التي وضعها نظام طهران، وأوكل لحزب الله اللبناني وتنظيم القاعدة متابعة تنفيذها من خلال الخلايا الإرهابية للفكر الضال في المملكة، تكشف وإلى حدٍّ بعيد حجم الزيف الذي يختزنه هؤلاء المنافقون، سواء الحاكمون في إيران أو الأحزاب الطائفية المرتبطة به كحزب الله اللبناني والمليشيات الشيعية في العراق الذين يزعمون الدفاع عن الشيعة، وهم يشاركون في التآمر عليهم وتمويل عمليات الاغتيال ضد مشايخهم، مثلما حصل في العراق الذي نجحوا في إحداث فتنة طائفية لا تزال تتفاعل، فيما أحبطتها يقظة الأجهزة الأمنية في المملكة ولله الحمد.
jaser@al-jazirah.com.sa