يُعرف (التدين) بأنه الالتزام بعقيدة دينية أو نحلة معينة وأداء فرائضها ومناسكها وطقوسها وشعائرها، وكلما يتصل بها من العبادات نحو المعبود، سواء حقاً أو باطلاً لخطاب الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} (6) سورة الكافرون.
وقد أورد فرنون تعريفاً للتدين على أساس «أنه شكل كلي لأنماط سلوكية تشمل الأحاسيس، المواقف، العواطف.. إلخ».
وعندما نقرأ كلمتي الدين والتدين يتبادر إلى الذهن بأنهما معنى واحداًَ؛ وذلك لأنهما متداخلتان مع بعضهما البعض، ولكن يوجد خيط رفيع بينهما يمكن لنا أن نلاحظه، ولكن قبل أن نسلط الضوء على هذا الخيط الرفيع، يجب أن نعرف مفهوم الدين سواءً عند الغرب أو عند المسلمين.
- نأخذ مثالاً واحداً للتعريف عند الغرب وهو تعريف الأب (شاتل) (أن الدين هو مجموعة واجبات المخلوق نحو الخالق).
- أما المسلمون فقد اشتهر عندهم تعريف الدين (بأنه وضع إلهي سائق لذوي العقول السليمة باختيارهم إلى الصلاح في الحال والفلاح في المآل).
وهذا الفرق واضح وعظيم بين مفهومي الدين والتدين، من أبرزها ما يلي:
1 - الدين هديٌ إلهي يتصف بالمثالية والكمال.
2 - أما التدين فإنه كسب إنساني يتصف بالمحدودية والنسبية، وذلك لأن الإنسان في كسبه الديني يتصارع مع شهوات نفسه بين شد وجذب، فالتدين جهاد للنفس البشرية وكرحاً لها لتصل لدرجة التغلب على هوى النفس.
3 - الدين صالح لكل زمان ومكان، وللدين فقه خاص لا يتحصل به إلا عن طريق القرآن الكريم والسنة الشريفة.
4 - أما فقه التدين فإنه يخضع بحسب ظروف الزمان والمكان مما جعله أقل حظاً في الاطراد المنضبط من فقه الدين. وبذلك يكون أكثر صعوبة وتعقيداً، ولذلك تكونت المذاهب الأربعة بألوان الأوضاع البشرية التي نشأت فيها.
5 - تذكر كلمة الدين بشكل صريح في مواضع كثيرة في القرآن الكريم والأحاديث النبوية.