قامت المملكة العربية السعودية على قاعدة، لحمتها الدين الإسلامي والدعوة إليه، التزم قادتها ودعاتها بسبيل الأنبياء في الدعوة إلى الله على بصيرة، فأنشؤوا الوزارات والمؤسسات التي تعنى بشؤون البلاغ، وتوصيل رسالة الإسلام إلى الجميع، فأحكمت هذه القطاعات الخطط والبرامج الدعوية، واتخذت الوسائل المناسبة لكل عصر، وبما يناسب حياة الناس، من أجل تبليغ الدعوة، بل أجادت استخدام الوسائل المتعددة عبر مرحلة تكامل الأدوار، ليجتمع لديها كافة الوسائل من الأشرطة السمعية، والمرئية والنشرات، والمطويات، بجانب النشاط الكبير في المحاضرات، والدروس، والملتقيات، والندوات الدعوية، وكل هذه الوسائل تعمق وتمكن معاني وقيم الدين في النفوس.
وقد أدرك القائمون على الدعوة في هذا البلد حاجة الداعية إلى الاطلاع على حضارة العصر بخلفية إيمانية عميقة، وعلم شرعي أصيل، مع إدراك واسع للمستجدات ومستحدثات الأمور من كمبيوتر، وإنترنت، ووسائل اتصال حديثة، وعلوم، وتكنولوجيا وغير ذلك، بالإضافة إلى معرفة الواقع المعاشي واضطراباته، والهجمات التي يتعرض لها الإسلام والمسلمين في كل مكان في محاولات يائسة لإطفاء نور الحق، والداعية المتميز بعلمه، وعمله، وثقافته مع إلمامه بلغات أخرى هو القادر - بإذن الله - على تحقيق استقرار الأمور والخروج منها بأفضل السبل مع الحكمة للوصول إلى الغاية المرجوة التي يريدها الله سبحانه، وقد هيأت كافة السبل للارتقاء بالدعاة تأهيلاً وإعداداً ورعاية ودعماً.
كما أن الأمر لم يتوقف على الداعية وحده فقط بل تم تهيئة الظروف الأخرى لتكون الدعوة على خير حال وما نقصده هو البيئة التي تنطلق منها الدعوة، وهي التي يجب أن تكون بيئة راسخة، قوية، شامخة، مؤازرة لا تأخذها في الله لومة لائم، تهيئ كل السبل لانتصار دعوة الحق والمجادلة بالحسنى.
وتأتي أهمية ندوة المواقع الدعوية السعودية الإلكترونية من الحاجة الفعلية إلى مزيدٍ من التنسيق والتطوير لإيصال الدعوة الإسلامية والمنهج الوسطي المعتدل إلى المدعوين. مع أهمية دعم ومساندة المواقع الدعوية لمجابهة الأفكار الغالية والتطرف والإرهاب. مع الأهمية المستمرة للتجديد في وسائل الدعوة مع استخدام التقنيات وكل ما تصل إليه اليد، والفكر، والعقل من طرائق سليمة للوصول إلى قلوب وعقول الآخرين، ومن الطبيعي أن يبادر الدعاة أنفسهم إلى الإفادة من تلك الوسائل الحضارية الحديثة.
alomari1420@yahoo.com