المدينة المنورة – الهام محمود:
قالت الدكتورة مريم طاهر طالبي، عميدة كلية العلوم والأدب بصامطة -جامعة جازان- في حديث خاص لـ(الجزيرة)، في ختام المؤتمر العالمي عن (ظاهرة التكفير.. الأسباب، الآثار، العلاج) الذي استضافته المدينة المنورة الأسبوع الماضي: إن المؤتمر كانت له أهميته البالغة، لكونه ناقش قضية من أهم القضايا المعاصرة وأزال أوهام كثير من الناس. مضيفة: لقد كان لي شرف المشاركة فيه ببحث عنوانه (التكفير ضوابطه وأفكاره) ومما جاء في توصياته: أهمية فتح باب الحوار مع الشباب لمعرفة أفكارهم، وما يدور بخلدهم ومن ثم توجيههم الوجهة الصحيحة، ومساهمة وسائل الإعلام المختلفة في التحذير من هذا الفكر وبيان خطورته.
أما المشرفة على المجمع الأكاديمي لكليات جامعة طيبة بالسلام، الدكتورة سها عبد الجواد، فقالت: إن ظاهرة التكفير باتت من أخطر الظواهر التي تعاني منها الأمة الإسلامية، وساهمت في تفكك الوحدة بين المسلمين ومزقت المجتمعات الإسلامية، وأحلت التنازع فيها ودمرت الأوطان، موضحة أنه من الأهمية بمكان الوقوف عند هذه الظاهرة لمناقشة أسبابها والعوامل التي ساهمت في إنشائها.
وحول دور المرأة في محاربة التكفير قالت: إن المرأة نصف المجتمع، وعليها أن تتحلى بالصفات التي تمكنها من الحفاظ على فكر بنات أمتها ووطنها من التأثر بتلك الأفكار الضالة.
وأشارت المستشارة الإعلامية ومنسقة المحتوى العربي بالمدينة والباحثة التربوية فاطمة سعد الدين، لدور المرأة في محاربة التكفير، فقالت: لا شك أن للمرأة دورًا كبيرًا في محاربة فتنة التكفير التي تعد أول البدع والفتن ظهورًا في الإسلام، وتسببت في تمزيق جسد الأمة الإسلامية وكانت منبعًا لكثير من الانحرافات العقدية والسلوكية والخلقية والنفسية التي عانت منها الأمة على مدى أربعة عشر قرنًا، وستجر الويلات علينا إن لم نتنبه لها ونقف منها موقفًا صحيحًا، فللمرأة دورها الريادي في تنشئة الجيل وتربية النشء تربية صحيحة خالية من الخلل، وذلك من خلال تربية هذه المرأة وفق منهج ديننا الإسلامي، والتصدي لكل المفاهيم المغرضة التي تستهدف الإساءة للإسلام، والتحذير من مخاطر التطرف والغلو والتكفير. وحول دور الإعلام وتأثيره على الفرد قالت: إن المرأة المسلمة سواء كانت مربية أو إعلامية، لا بد أن تهتم بدورها الاجتماعي والعلمي والمعرفي وتربطه بسلامة المنهج والعقيدة، وألا تكون أداة سهلة في أيدي من يريدون زعزعة أمنها وأمانها بالشعارات التي يعزفونها بالمطالبة بحقوقها ودورها، فهي إن كانت صاحبة فكر أو قلم تتضاعف وتتعدد مسؤولياتها، وتشارك أكثر من غيرهم في الحياة الاجتماعية المتنوعة بمختلف مجالاتها، كما تتأكَّد أهميتها في توجيه المجتمع لمحاربة الأفكار الهدامة أيًا كان مصدرها كالأفكار التكفيرية، ولن يكون ذلك إلا بالاهتمام بالدين وفق المنهج الصحيح والبعد عن الغلو والتشدد، وخصوصًا أننا نعيش في عصر زاخر بالتيارات المادية والتحديات والتناقضات التي تهدد القيم الروحية للإسلام والمسلمين، بل والمجتمع الإِنساني كلّه.