تحتفل بلادنا الحبيبة بالذكرى الواحدة والثمانين من تأسيس المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- قائد ملحمة توحيد هذا الكيان الغالي، ومؤسس قواعد التنمية الاجتماعية ليواصل مسيرة البناء من بعده أبناؤه الملوك (سعود وفيصل وخالد وفهد) -رحمهم الله- وها نحن نشهد اليوم ما وصلت إليه البرامج التنموية والنهضوية في ظل التوجيهات السديدة
من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله-.
إن المتتبع لمسيرة التنمية في وطننا لا يمكن أن يغفل حكمة وحنكة الملك عبدالعزيز آل سعود في تهيئة المناخ المناسب الذي يكفل تحقيق التنمية المستدامة ويعززها حتى قامت على أسس وقواعد متينة، فنقل البلاد عبر سنوات عدة من العوز والفقر والشتات إلى دولة معاصرة ومتقدمة في مجالات شتى، حيث كان البناء للوطن والمواطن متلازمين.. وها نحن اليوم نقطف ثمارها في عهد الخير والبركة عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي ما فتئ يدعم ويساند عملية التنمية الاجتماعية في بلادنا الغالية بأوامره السديدة وتوجيهاته النيرة التي أنارت طريقها وذللت عقباتها.
إننا في هذا اليوم الغالي ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية نفتخر بأن نسجل منجزاتنا التنموية الفريدة التي عزز قواعدها قادة أخلصوا لوطنهم وشعبهم في سبيل توفير الحياة الكريمة لهم وللأجيال المقبلة، فكان العطاء الذي لا يحد في سبيل تنمية المجتمع وتطويره والنهوض به ومن ذلك ما أقره مجلس الوزراء مؤخراً بإحداث وكالة تختص بالتنمية الاجتماعية بوزارة الشئون الاجتماعية، حيث تشرف هذه الوكالة على الجهات الأهلية المسجلة بالوزارة مثل الجمعيات والمؤسسات الخيرية ولجان التنمية الاجتماعية أو الجمعيات التعاونية، إلى جانب ما تقدمه مراكز التنمية الاجتماعية التابعة للوزارة، ويأتي هذه القرار الحكيم من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- إيماناً بالأهمية الكبرى لقطاع التنمية على امتداد خارطة الوطن.. انطلاقاً من كونها طرفاً في معادلة البناء الوطني الحضاري.
وتشمل البرامج الرئيسية التي تضطلع بها وزارة الشئون الاجتماعية عبر وكالة التنمية الاجتماعية دعم برامج الأنشطة الوقائية للحد من انتشار المشكلات والسلوكيات الاجتماعية السلبية والتوسع في برامج التنمية المحلية ودعم وتطوير الخدمات الاجتماعية التنموية التي تؤدي إلى النهوض بالمجتمعات المحلية وتحسين مستواها عن طريق افتتاح المزيد من مراكز التنمية الاجتماعية وتكوين لجان تنمية اجتماعية أهلية جديدة ودعم الأنشطة الشبابية وأنشطة رعاية الطفولة والأمومة والأنشطة الثقافية والتعليمية التي تقوم بها مراكز التنمية الاجتماعية ولجان التنمية الاجتماعية الأهلية.
وتركز وكالة التنمية الاجتماعية في المجال الأسري الذي يعد أحد أهم أولويات الوكالة نظراً للمكانة المهمة والحساسة للأسرة في أيّ مجتمع.. جهدها في الاتجاه المباشر للإرشاد والتوجيه الاجتماعي للنساء وربات البيوت بهدف تكوين وعي اجتماعي سليم نحو رسالة الأسرة ومهامها في تنشئة أجيال صالحة قادرة على البناء ووضع البرامج العلمية الكفيلة برعاية الأمومة والطفولة بالتنسيق مع الجهات المعنية مثل وزارات الصحة والتربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب.
وتأتي الجمعيات الخيرية التي وصل عددها حالياً في جميع مناطق المملكة إلى (612) جمعية خيرية.. و(89) مؤسسة خيرية و(14)جمعية خيرية مختلطة.
أما النفقات التي قدمتها الجمعيات الخيرية للبرامج والخدمات والأنشطة خلال العام 1430 ـ 1431هـ فقد تجاوزت (1.749.000.000) ملياراً وسبعمائة وتسعة وأربعين مليون ريال. وتطورت المشاركة الأهلية في جهود التنمية الاجتماعية الأهلية مع مرور الوقت وبرز كثير من المواطنين في المجتمعات المحلية وبدأوا يأخذون وضعهم الإيجابي في عمليات تنمية المجتمع وتشكلت العديد من لجان التنمية الأهلية الدائمة وبلغ عدد مراكز التنمية الاجتماعية بالمملكة (34) مركزاً بالإضافة إلى (369) لجنة تنمية اجتماعية أهلية. ونفذت المراكز الاجتماعية ولجان التنمية الاجتماعية الأهلية خلال العام المالي 1431 ـ 1432هـ (3388) مشروعاً.
ووصل عدد الجمعيات التعاونية حالياً إلى (170) جمعية تعاونية يساهم فيها (51368) عضواً حيث بلغ رأسمالها نحو (208) مائتين وثمانية ملايين ريال.. وتدعم الوزارة الأنشطة الاجتماعية التعاونية مالياً بأكثر من سبعة ملايين ريال في المتوسط سنوياً.
إننا بفضل الله جلّ وعلا ثم بتوجيهات القيادة الحكيمة من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله- ومتابعة وزير الشئون الاجتماعية الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، وبجهود المخلصين من أبناء هذا البلد الغالي، سنواصل المسيرة التنموية والنهضوية جنباً إلى جنب مع بقية مؤسسات الدولة، لتحقيق الرفاهية والحياة الكريمة للمواطن والوطن الحبيب.
أسأل الله العلي القدير أن يحفظ وطننا، وقادتنا وولاة أمرنا، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار والرخاء في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله-.
* وكيل وزارة الشئون الاجتماعية للتنمية الاجتماعية