|
في يوم الوطن الحادي والثمانين يلبس الوطن أجمل حلله، ويكتسي بأروع وأبهى صور التلاحم والفداء، في ذلك اليوم الخالد، الذي وحد فيه الملك العظيم عبدالعزيز آل سعود نواحي هذه البلاد تحت راية التوحيد، في ذلك اليوم وذكراه تتجدد على وطننا الغالي، وقد أصبح تلاحمنا مثالاً يحتذى،
وتقاربنا منهجاً لكل الدنا، وأضحى الوطن واحة فيحاء لكل محب لهذا الكيان العظيم، يقدم إنسان هذه الأرض بهذه المناسبة العزيزة أجمل التهاني، وصادق التبريكات لقادة الوطن الكرام، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهد الأمين، وسمو النائب الثاني، ولعموم أبناء هذا الشعب الوفي، التهاني الصادقة لهذا الوطن وقد بلغ أوج ازدهاره وتقدمه، لهذا الكيان وقد جاوز السحاب رفعة وعزة وتطلعاً، التهاني للمملكة العربية السعودية أرض الطهر والمقدسات.
واحد وثمانون عاماً ووطننا الحبيب يخطو خطوات واثقة لا تعرف الكلل، خطوات ثابتة لا تعرف الميل والانحراف، خطوات رسمها بكل صدق وثقة المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، فحدد منهاج حياتها، ووصف بكل حب وصدق طريق الوصول للغاية في التقدم والازدهار، مع التمسك باعتزاز وثقة بمصدري التشريع اللذين وضعهما لمنهج حكمه وقيادته، فلا محيد عنهما، ولا مناص عن التمسك بهما، وهما القرآن الكريم، والسنة المطهرة.
واحد وثمانون عاماً وقادة هذه البلاد منذ الموحد العظيم لم يدخروا وسعاً، ولم يترددوا لحظة من الزمن للمسابقة في اللحاق بركب الحضارة العالمية، مع المحافظة بعلم ودراية على القيم، والأخلاق، والثوابت التي جعلوها منهج حياة، ومورد خير ورفاهية، ومصدر اعتزاز للمواطن السعودي الكريم، ولكل من عاش على ثرى هذه الأرض المباركة.
واحد وثمانون عاماً والعالم أجمع يعلم إن السر في النجاحات التي حصلت عليها هذه البلاد في كل الميادين، -بعد توفيق الله تعالى- هو ذلك الحب الصادق الذي يملأ قلب كل مواطن درج على ثرى هذه الأرض المباركة، مع قادته الأوفياء، فلا مزايدة على تعلق القيادة هنا بشعبها الوفي الكريم منذ الموحد -رحمه الله- وهم يقدمون ولاءهم وحبهم وتعلقهم لهذا الوطن الغالي وقادته الكرام.
وقد تمثل هذا الولاء صادقا، والحب واقعا بين القيادة والشعب في وطننا الغالي، عندما اختل هذا التوازن في بعض الدول فعاشت بقلاقل لا تعرف الأمن، وبزوابع هادرة من المشكلات التي لا تنتهي، فتعطلت سبلهم، وانقطعت معيشتهم، فعاشوا بجحيم لا يعرف للأمن مسلكاً وطريقاً، وهنا رفع مواطن هذه الأرض المباركة يديه للسماء شاكراً مولاه على نعمة الأمن والأمان، والخير والبركة والرزق الوفير، بفضل الله تعالى ثم للمنهج الذي وضعه مؤسس هذا الوطن الغالي الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى لقيادة هذا الوطن الحبيب.
إن القيم التي وضعها الملك المؤسس رحمه الله في قيادة هذا الوطن الغالي، وكرسها من بعده أبناؤه الملوك الكرام أثبتت تلك القيم بما لا يدع مجالاً للشك أنها هي المنهج السوي، والمسلك القويم في السير بهذا الوطن في مسالك التفوق والازدهار، فها هو وطننا يحتفي باليوم الحادي والثمانين على توحيده على يد المغفور له إن شاء الله الملك المؤسس وهو - ولله الحمد - أعظم أمنا، وأكثر ازدهارا، وأسرع مضيا في سبيل التنمية في شتى المجالات، بثقة لا تعرف التردد، وبشموخ لا يعرف الخنوع، وبقوة لا تعرف الضعف، وبحب ليس فيه للكره موضعاً ولا مكاناً.
واحد وثمانون عاماً ويقدر الله عز وجل أن يرسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفقه الله منهجه القيادي على ركائز مهمة قاد من خلالها هذه البلاد في ميادين التطور والنجاح، يأتي في طليعتها المحافظة على القيم والأخلاق، ومن ثم الأخذ بأسباب التطور والازدهار، وقد أثبتت هذه المعادلة نجاحها الباهر، وتفوقها الواضح على كل ما عداها، عندما أخفقت المعادلات الأخرى في كثير من بقاع الأرض للوصول بهم إلى العيش الكريم فضلا عن الانطلاق في ميادين التنمية، والتطور والازدهار.
وهكذا سارت بلادنا وعلى مدى واحد وثمانين عاماً منذ وحد أرجاءها، وجمع شتاتها، وقرب قلوب أبنائها الملك عبالعزيز رحمه الله فأضحت ولله الحمد منارة هدى ينبعث من جنباتها نور الهدى والحق، وواحة أمن يلجأ إليها الخائف المرتاع فيجد الأمن والراحة والاستقرار، ولذا انطلق من كل مكان فيها إنسان هذه الأرض وهو ينشد الخير للعالم، راجياً أن تبلغ بلاده القمة العليا من التطور والتفوق والنجاح، متمنياً أن يعيش الجميع بأمن وأمان وسعادة وازدهار.
- وكيل كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود