عندما هممت بالكتابة في وطني الحبيب المملكة العربية السعودية، لم أتمالك الشعور عند البدايات الأولى من هذه السطور، ولم يسعفني الفكر، ولا حتى القلم لكي أكتب عن هذا الكيان الشامخ الأبي!! فوجدتني أكتب بدقات قلب خالجها الحب والشوق لكي أقبل كل ذرة من ترابه!! موشوشاً إليه بهمس من الحب المتعمق الجذور في شغاف قلبي: إني أحبك يا وطن، فأنت كياني، وعزتي، ومجدي، وملجأي بعد الله سبحانه وتعالى.
في هذا اليوم العظيم.. في هذا اليوم البهيج.. لن أكتب كما يكتب الآخرون، بل أجد نفسي مختلفاً في وصفي.. في خطي.. في حبي.. في نظرتي.. في ولهي ولهفي لهذا الكيان الرحيب، أغفوا وأصحو على ذكرياته.. نسماته.. بهائه.. فهو من أظلتني سماؤه، وأقلتني أرضه، واستنشقت عبير هوائه، فهو من تعلمت منه الحب.. التآخي.. التكاتف.. التآلف.. لأعيش مع إخوتي أبناء هذا الكيان في رغد من العيش، واطمئنان، وأمن من الله لا تشوبه شائبة بمن وفضل من المولى سبحانه!!
هذا اليوم الأغر نقلب صفحات الماضي لنحيي مجداً سطره موحد هذا الكيان الراسخ والدنا ومؤسس نهضتنا الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - وقدس روحه وأنزل عليه شآبيب الرحمة - على نهج من الشريعة السمحة الغراء، فجمع شتات قوم كانت الفرقة قد سادت عليهم، وآخى بين قبائل كانت منافرة، متناحرة، في صحراء جرداء، لا أنيس فيها ولا جليس، أراض شاسعة متباعدة ساد فيها السلب والنهب والقتل، فأرسى أمورها، ووحد صفوف ساكنيها، وربطها بالعالم الخارجي، فأصبحت بحق دولة رائدة - وبكل فخر - للسلام، والمحبة، والعدل، لها كيانها، ووزنها، وكلمتها في شتى بقاع العالم!!
ويأتي من بعده على التوالي أبناؤه البررة الملك سعود بن عبد العزيز، ثم الملك فيصل بن عبد العزيز، ومن بعده الملك خالد بن عبد العزيز، ثم الملك فهد بن عبد العزيز - يرحمهم الله - ثم يأتي من بعدهم مهندس نهضة المملكة وراسم خططها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - ليكمل المسيرة العطرة ليجعلها في مصاف الدول المتقدمة، ولتكون نموذجاً فريداً في دعم متواصل للبنية التحتية للمملكة.
إن هذا اليوم الذي يحتفل بذكراه شعب المملكة النبيل قد أتى في خضم أحداث عصيبة يشهدها العالم العربي أجمع في ظل انتفاضة شعوب آلت على نفسها أن تنتفض على حكومات أذاقتها شظف العيش، واستبدت، لتجد هذه الشعوب نفسها في دوامة قد تستمر سنوات عدة، لإرجاع أوطانها إلى سابق عهدها، وقد تدفع جراء ذلك ثمناً غالياً من جهدها، وتعبها، وعرقها، ومدخراتها!!
إلا أن المملكة بقيادتها الحكيمة وقفت صامدة في ظل هذه التغيرات لتمد يد العون لهذه الشعوب التي اختارت طريقاً صعباً أسهله المجازفة، والمغامرة، لرأب الصدع الذي ستحدثه تلك الأصوات المنادية بالتغيير، ولتبذل ما في وسعها لتوحيد الصف العربي، ووقوفه صفاً واحداً!!
ولم يكن اليوم الوطني ذكراً فقط بل كان حافلاً بالأوامر الملكية التي عززت من دعم المواطن وإرساء دعائم الرخاء والرفاهية للمواطن ليعيش رغدا، وبحبوحة من العيش الكريم.
وفي ظل الفرحة الغامرة التي ترتسم على محيا كل مواطن ومقيم على أرض هذا الوطن، لا يسعني إلا أن أتقدم بوافر التهاني والتبريكات لمقام والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - وإلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وإلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - يحفظهما الله - وإلى الأسرة المالكة الكريمة، والشعب السعودي النبيل، وأقول لهم جميعاً كل عام وأنتم عطره، وبهاؤه، وشموخه، وكل عام وأنتم وهذا الوطن العزيز في خير ومحبة وعز ووئام!!