كتابان رائعان وصلا إلي مؤخراً لصاحبيهما مني موقع الرئتين اللتين أتنفس منهما الهواء النقي والنسيم الهفهاف الذي ينعش الروح.
بعبير الشعر والمفردة البارقة والجملة التي تُرقص القلب وتضخ به شلالاً من الدم الجديد الذي يبعث على النشاط والحيوية وائتلاف الروح لتضيء لي ليالي الهم، وتقشع عني ظلام الهموم.
أما الكتاب الأول فهو ديوان شعري أنيق يحمل الكثير من الشعر الصافي، ويتناول موضوعات شتى بأسلوب رشيق يشي بروح شفافة متوهجة تموج فيها حدائق من الورد وسهول من النفل، وفياض من الخزامى وشعاب من الشيح الأخضر والقيصوم النفاد تحت فضاءات من موسيقى الصحراء وإيقاعات من «كونشرتات» الإبداع بمختلف الأنغام التي تتداخل مع أغاريد طيور البر وصهيل المهار الأصيلة في البيداء، ولا غرابة ولا مبالغة في الإطراء لأنه ينطلق من إحدى جهات رياح الشعر التي تعرفونها جيداً فكيف إذا قلت لكم: إنه للشاعرة المبدعة دوماً (فتاة نجد) التي تعرفون جيداً منابعها الشعرية الثرة وتدفق جداولها الأخاذة التي تحيي (فلوات) الجفاف وتحيلها إلى جنات خضراء. والديوان بالطبع يحمل عنوان (حاجز الصمت) وقد قدم له (عمدة) الشعر الشعبي الصديق الشاعر راشد بن جعيثن فأضفى عليه ما يستحق من الإشادة والثناء. وهو يقع في (80) صفحة أخرجت بأسلوب فني راق، وقد حمل بين دفتيه أكثر من ثمانين قصيدة من روائع القصيد.
وبالطبع لن أسترسل هنا في الامتداح، بل أترك للقارئ أن يمدح ويقدح كيفما يشاء، ولكنني أنبه أولاً أنه لـ(فتاة نجد) قبل إطلاق أي حكم من الأحكام.
أما من لا يعرفها فليقل ما يشاء لأن من لا يعرف (الفراشة) يشويها كالجراد.
أما الكتاب الآخر فهو للزميل محمد الفيصل وسنتحدث عنه في المقالة القادمة.. وإلى اللقاء.