|
الرياض - بندر خليل
اتجه الكثير من مرشحي المجالس البلدية في المملكة، إلى الإعلام الجديد للوصول إلى أكبر شريحة من الجماهير في المناطق التي رشحوا أنفسهم على دوائرها الانتخابية، وذلك من خلال العديد من قنوات التواصل الإلكتروني كالصحف الإلكترونية الخاصة بالمناطق، أو عبر صفحات موقع التواصل الإلكتروني الأشهر «فيس بوك، تويتر» للإعلان عن أنفسهم وبرامجهم الانتخابية.
الأسباب التي دفعت المترشحين للمجالس البلدية في كل المدن والمحافظات كانت عديدة ومتباينة من مترشح لآخر، ومن مكان لآخر.
هناك من اتجه للإعلام الجديد إيماناً به وبجدواه في الوصول إلى أكبر شريحة من الناخبين، وهناك من اتجه للإعلام ذاته لعدم توفر الإمكانات المادية التي تمكنه من الإعلان عبر لوحات الشوارع والصحف الورقية.
«الجزيرة» أعدت هذا التقرير الذي يظهر عدداً من وجهات نظر المرشحين الذين اعتمدوا على الإعلام الجديد، للاطلاع على الأسباب التي دفعتهم إلى ذلك التوجه الذي يميز دورة الترشيح لانتخابات المجالس البلدية في دورتها الثانية.
أحمد آل طامي المتحمي، المرشح في محافظة جدة يقول «لم تكن خطتي في حملتي الانتخابية متوقفة على الإعلام الإلكتروني فقط بل والصحافة الورقية أيضاً، بالإضافة إلى الوسائل الإعلانية الأخرى، ولكن بعد تفكير وجدت أنه أكثرها جدوى وانتشاراً وبخاصة بين الأوساط الشبابية لاسيما وأن حملتنا تعنى بالشباب هي الصحافة الإلكترونية أو الإعلام الجديد».
ويرى آل طامي أن الإنترنت وإعلامها، كانت كافية للترويج لبرنامجه الانتخابي، مشيراً إلى أن هذا هو عكس ما يحدث في الصحافة الورقية المكلفة، والتي قد لا توصل برنامجه بحسب قوله إلى «هذا الكم الهائل من الجمهور وخصوصاً فئة الشباب والتي توجد في صفحات التواصل الإلكتروني أكثر من الصحافة الورقية».
وأضاف آل طامي، أن الإعلام الجديد لم يكن خياره الوحيد لكن لارتفاع سعر الإعلان في الصحف الورقية ولأنه إعلان وقتيّ ينتهي بصدور العدد التالي، فقد توجه لهذا الإعلام. وعن تجربته مع إحدى وكالات الإعلان للترويج لحملته يقول آل طامي: «إن التأخير في أعطاء التراخيص للوكالات المعلنة والمتخصصة في مثل هذا المجال حسب أدى إلى ابتعادي عن هذا الخيار».
وأشار إلى أن جماهيرية الإعلام الجديد كانت أكثر بكثير مما توقع، وأن تكاليفه المادية لا تقارن أبداً بالورقية.
عطا الله الجعيد أحد المرشحين لمجلس مدينة الطائف، يقول إنه ومن خلال عمله الإعلامي، حيث يدير مكتب صحيفة الوطن في الطائف، يعلم جيداً مدى تفوق الإعلام الجديد على الورقي في بلوغ شريحة أكبر من الناس، بدليل انخفاض مبيعات الصحف الورقية في مقابل ارتفاع عدد زوار الصحف الإلكترونية بشكل مطرد وواضح، ولذلك فإنه يثق بهذا الإعلام.
ويضيف الجعيد، إنه اعتمد أيضاً في الترويج لبرنامجه الانتخابي على اللوحات الإعلانية في الشوارع، حيث يؤكد أن الأمانة تسمح للمرشحين في الطائف أن يضعوا لوحاتهم الإعلانية على الأرصفة في حدود دوائرهم الانتخابية.
من جهته يرى علي القاسمي وهو أحد المرشحين لمجلس مدينة أبها، أن الاتجاه إلى الصحافة الورقية وسيلة مطروحة للتعريف بالمرشح وحملته الانتخابية إلا أن الاتجاه إليها من عدمه عائد ربما للعامل المادي مقابل الإعلان.
ويضيف القاسمي «أن الإعلام الجديد إيجابي بحق وأسهل وأوفر انتشاراً لكن النقطة المفصلية تكمن في أن عشاق ومتابعي الإعلام الجديد لا تزال لديهم حساسية شديدة من المجالس البلدية، ناجمة بالمقام الأول عن عدم اقتناع بالدور الذي لعبته في التجربة الأولى. وهذا ما يجعل التجربة والخوض فيها بالصوت أو الترشّح مصدر غير مطمئن على الأقل في هذه الدورة الانتخابية».
وعن مدى جدوى الإعلام الجديد لترويج حملته الانتخابية يؤكد القاسمي أنه «لا يمكن الحكم قطعياً بهذا الأمر، نظراً لكون فكرة التوجه بذاتها حديثة ومتزامنة مع الانتخابات البلدية في دورتها الثانية».
وحول تكاليف حملته الانتخابية، قال القاسمي «لن أكون مبالغاً في ما لو قلت إن تكاليف حملتي من خلال الإعلام الجديد، لم تتجاوز تعباً بسيطاً في أصابع اليدين ورسوماً معتادة شهرياً نظير تقديم خدمة الإنترنت، وبالتأكيد هي لا تقارن بتكاليف الإعلان الورقي لا في الكم ولا الكيف»، وأشار إلى أنه مؤمن بأن الإعلام الجديد سيكون ذا حضور فارق ومؤثر في التجارب الانتخابية القادمة، «شريطة أن يكون أيضاً العمل الانتخابي مواكباً لتقنيات الإعلام الجديد».
أما المرشّح في مدينة الدمام المهندس عبدالحميد السعدي فيقول إنه توجه للإعلام الجديد نظراً لتكلفة الإعلان في الصحافة الورقية ولكون الإعلان من خلالها يصدر لعدد واحد بخلاف الإعلان الثابت في الموقع الإلكتروني.
ويرى السعدي أن الإعلام الجديد استطاع أن يخلق منافسة أخرى أشد من تلك التي على صفحات الصحف الورقية. إلا إنه لا يرى أنه كان كافياً لترويج حملته.
ويؤكد السعدي أن توجهه للإعلام الجديد كان لأنه الخيار الوحيد أمامه، مشيراً إلى أن جماهيريته أقل من الصحف الورقية بكثير.
من جهته يرى المرشح في مدينة بريدة هادي العنزي، أن الصحافة الورقية أساس لابد منه للترويج لأي حملة انتخابية وأنه سيتجه إليها آخر أيام حملته.
وأضاف أن الإعلام الجديد إعلام واسع النطاق وسهل التفاعل والمتابعة لكنه «بصراحة» لم يكن كافيًا في نظره لحملته الانتخابية، مشيراً إلى أنه يحتاج أيضاً إلى استخدام قنوات إعلانية الأخرى مثل اللوحات الدعائية في الشوارع، وقبلها إلى الصحف المحلية الورقية.
وعن مدى جماهيرية الإعلام الجديد كما وجدها خلال حملته يقول هادي إنها كبيرة ومقنعة، وتتيح للناس التواصل معه بشكل مباشر ودون قيود، مضيفاً أن تكاليفه لم تتجاوز بالنسبة إليه 20 ألف ريال، بإعلانات ثابتة لأكثر من يوم.