المدينة المنورة - مروان قصاص - علي الأحمدي - واس
تواصلت أمس فعاليات (ظاهرة التكفير: الأسباب - الآثار- العلاج) بعقد المؤتمر جلسته السابعة برئاسة معالي مستشار سمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمين العام للجائزة رئيس اللجنة الإشرافية العليا للمؤتمر الدكتور ساعد العرابي الحارثي ومقرر الجلسة الأستاذ الدكتور عبدالله الغطيمل وتناولت الجلسة تتمة المحور الثالث للمؤتمر (الأسباب المؤدية لظاهر التكفير).
وبين الدكتور العربي فرحاتي من الجزائر في دراسته (تكوين الاتجاهات التعصبية والتكفير, أية علاقة) أن ظاهرة التكفير, كظاهرة نشأت أصلاً داخل الفكر الديني وحقوله المعرفية، صاحبت المعرفة الدينية في كل العقائد التي عرفتها البشرية، وتأسيساً عليها كظاهرة انقسم الناس منذ القديم إلى مؤمنين وكافرين، وتتعلق بموقف يصدر عن فرد أو جماعة أو هيئة تجاه تصرف أو قول فرد آخر أو جماعة أو هيئة يقضي بانحرافه عن الدين وجحوده وإنكاره لما هو معلوم من الدين بالضرورة ويخرجه عن ملته، بناء على فهم أو تأويل وتفسير محدد لمقولات الدين ومقتضيات الإيمان. وشخّص الدكتور عمار بن عبدالله ناصح علوان من سوريا في دراسته (أثر وصفية الخطاب الحركي لتردي المجتمعات الإسلامية في تنمية الفكر التكفيري ومقارنتها بالخطاب النبوي) ما كان له الأثر في تنمية الفكر التكفيري بين المسلمين - بخاصة شريحة الشباب - خطاب بعض المفكرين الحركيين أغرقت في وصف المجتمعات المسلمة بالجاهلية، بل بعضهم قد أنزل المجتمعات المسلمة المعاصرة منزلة المجتمع المكي في التشريع، فبهذا الوصف صار أفراد الجماعة الحركية هم المؤمنون حقا، ولهم أمير يعطونه البيعة على السمع والطاعة، وما دونهم هو مجتمع جاهلي، والبحث لا يقتصر على توصيف هذا الخطاب ودوره في تنمية الفكر التكفيري في المجتمعات المسلمة بخاصة جيل الشباب منهم الذي يروقه كثيرا تشبيه مجتمعهم بالعهد المكي، وأنهم أمثال الصحابة السابقين إلى الإسلام، وبقية المجتمع يعيش في دوامة المجتمع الجاهلي، بل يضع البديل لخطابهم، وهو الخطاب النبوي المستقرأ من أحاديث كثيرة يخبر بها المصطفى صلى الله عليه وسلم عن تردي حال الأمة لبعدها عن الهدي النبوي في آخر الزمان. وقدم الباحثان الدكتور أحمد حسن صالح القواسمة والدكتور عبد الشافي أحمد علي من مصر بحث (العوامل التربوية غير السليمة المؤدية - إلى انتشار ظاهرة الفكر التكفيري لدى الشباب من وجهة نظر طلبة جامعة الملك فيصل) تطرقا من خلالها إلى العوامل التربوية غير السليمة المؤدية إلى انتشار ظاهرة الفكر التكفيري لدى الشباب من وجهة نظر طلاب جامعة الملك فيصل، حيث بلغت عينة الدراسة (300) طالب وطالبة وأشارت نتائج الدراسة إلى أن العوامل التربوية غير السليمة المتعلقة بالمعلم كانت أكثر العوامل المؤدية إلى انتشار ظاهرة الفكر التكفيري وبمتوسط مقداره (3.66)، ثم البيئة المدرسية وبمتوسط (3.64)، فامنهاج بمتوسط (3.46) وأخيراً الطالب بمتوسط (3.43)، وأشارت النتائج إلى أن العوامل التربوية غير السليمة المؤدية إلى انتشار ظاهرة الفكر التكفيري لدى الشباب من وجهة نظر طلبة جامعة الملك فيصل كانت مرتفعة، كما أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية لانتشار ظاهرة الفكر التكفيري تعزى لمتغيري (الجنس، التخصص).
أما الدكتور فهد بن سعد الجهني أستاذ أصول الفقه المشارك كلية الشريعة جامعة الطائف من السعودية فقدم بحثاً بعنوان (التكفير بين العلم والجهل) قال فيه: إن المتأمل في ما يقع فيه أصحاب الأفكار المختلفة، والذين يصدرون عن فكرٍ معين يدفعهم لتبني معتقدات ومواقف فكرية أو حركية، ولا يوفقون لإصابة الحق؛ ويخالفون ما عليه عامةُ علماء الأمة من ثوابث وتصورات؛ يعلمُ أن لذلك أسباباً ولا بد، ولكني أقول: إن السبب الرئيس أو أظهر الأسباب؛ والذي قد تؤول إليه الأسباب الأخرى هو (الجهل بمعنى: قلة العلم أو عدمه).
وأجاب الدكتور بكر محمد سعيد عبد الله في بحثه (الأسباب النفسية لظاهرة التكفير) على سؤال: كيف يسوغ للمؤمن أن يُقْدِم على التكفير لأدنى شبهة؟ ويتمثل نطاقه في استقصاء الأسباب والعوامل النفسية التي قد تدفع الفرد إلى الوقوع في شرك الغلو في اتخاذ قرارات تكفيرية للأفراد والمجتمعات، والتي لو أخذت بعين الاعتبار وسلم منها الفرد لكان للقرار وجهة مختلفة، يعصم الفرد بها نفسه من التردي في مهاوى الزلل، ويمنع عن الآخرين أبشع التهم، ويجنب المجتمع أشد الفتن، فالوقوف على هذه العوامل إنما يعد تشخيصاً تمهيدياً للعلاج. وتناولت الدكتورة عفاف بنت حسين بن محمد مختار من السعودية (الأسباب المؤدية لظاهرة التكفير) أهمية الموضوع وأسباب اختياره وأهدافه ومنهجه والأسباب المتعلقة بالجهل المؤدية للتكفير، وفيه ثمانية مطالب تبين الأسباب الداعية إلى التكفير والجهل بالوحي وبالعقل السليم، والجهل بمنهج السلف الصالح وبدلالات النصوص وأسباب النزول والسنن الربانية، والجهل بحقيقة الإيمان والجهل بمراتب الأحكام والناس، والجهل باللغة العربية والتاريخ. وتناولت الأسباب المتعلقة بالهوى والتي تؤدي إلى التكفير والأسباب المتعلقة بالتأويل الخاطئ الذي يؤدي إلى التكفير والتبديع. وتناول الباحث الدكتور محمد بن عبدالعزيز العقيل من السعودية بدراسته (تيسير العلي الكبير ببيان الأسباب المؤدية إلى التكفير) أهم أسباب الوقوع في التكفير ومنها: الجهل، وأقسامه وعلاقته بالتكفير، واتباع الهوى، وذمه في الشريعة الإسلامية، وأثره في التكفير، والتأويل الخاطئ ومفهومه، وبعض صوره، ومخالطة الجماعات المنحرفة، والتلقي عنهم، وحكم الانتماء إليهم وأهدافهم وكيفية تأثيرهم.
وسلطت الباحثة الدكتورة نورة بنت مسلم المحمادي من السعودية في بحثها (الجهل بمدلول مصطلح العصمة من الناحية الفقهية ومدة تأثيره على الفكر التكفيري: تأصيل وتطبيق) الضوء على جهل الفكر التكفيري بمدلول العصمة وأساسها في الشريعة الإسلامية، وقررت أن العلم بمدلول العصمة ما هو إلا بداية طريق في سبيل نشر العلم على أسس شرعية علمية واقعية، وقد ظهر له من خلال الدراسة أن مقتضى العصمة وغايتها حفظ النفوس أياً كان جنسها وصفتها وإن سفك الدماء بالاغتيالات والتفجير ونحوه من قبل التكفيريين اعتداء صريح على هذه العصمة التي جاءت الشريعة الإسلامية بحمايتها وتأثيم من يعتدي عليها وعقابه في الدارين. ثم دارت الحوارات والنقاشات حول موضوع الجلسة.
وواصل المؤتمر العالمي لظاهرة التكفير الأسباب والآثار والعلاج مساء أمس عقد جلسته الثامنة للمؤتمر برئاسة معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وقرر الجلسة الدكتور جبريل بن محمد البصيلي وتناولت الجلسة المحور الرابع للمؤتمر (شبهات الفكر التكفيري قديما وحديثا ومناقشتها وفق الضوابط الشرعية). وناقش الأستاذ الدكتور كرم حلمي فرحات أحمد من مصر في ورقة (شبهات الفكر التكفيري المتعلقة بالولاء والبراء ومناقشتها وفق الضوابط الشرعية) إحدى شبها ت الفكر التكفيري وهي الشبهة المتعلقة بالولاء والبراء ومنها شبهة الولاء لجماعة التكفير على أنها جماعة المسلمين, وشبهة الولاء لجماعة التكفير حتى التعصب والتحزب, وشبهة الولاء لجماعة التكفير أنها مصدر الحق دون غيرها, وشبهة الولاء لقائد جماعة التكفير أنه الإمام؛ ثم أتى على الشبهات المتعلقة بالبراء وناقشها, ومنها شبهة البراء من المجتمعات المسلمة, وشبهة البراء من المسلمين وتكفيرهم بالموالاة الظاهرة, وشبهة البراء من الكفار وتحريم التعامل معهم, وشبهة البراء من العلماء وتكفيرهم بشبهة. كما قدم الأستاذ الدكتور الوليد بن عبد الرحمن بن محمد آل فريان من السعودية بحثاً عنونه بـ(الشُّبهاتُ المتعلِّقةُ بعقيدة الوَلاء والبَراء) تناول فيه خصائص العقيدة الإسلامية، والجهود المبذولة للعناية بها، والإشارة إلى ما اكتنفها من تيارات وأفكار، وما قُدم من جهود للدفاع عنها، ثم بين أهمية عقيدة الولاء والبراء، وأبرز مظاهر هما، وخطورة الشبهات المتعلقة بهما، ثم عرض الشبهات المتعلقة بحقيقة الولاء وناقشها.
وناقش أستاذ العقيدة المشارك بجامعة الدمام الدكتور أحمد بن عبد العزيز القُصَيّر من السعودية (شبهات الفكر التكفيري في الاستحلال - ومناقشتها وفق الضوابط الشرعية) متناولاً انحراف أصحاب الفكر التكفيري في بيان معنى الاستحلال وحكمه، حيث زعموا أن كل من استحل محرما؛ فهو كافر كفرا أكبر مخرجا من الملة، وانحرفوا كذلك في بيان الأمور التي يعرف بها الاستحلال. وبين الباحث أن أصحاب الفكر التكفيري لم يتورعوا عن تكفير أحد من المسلمين ممن اتهموه بالاستحلال، حتى ولو كان معذوراً، ولو وُجِد فيه مانع من موانع التكفير، ثم حملهم ذلك على استحلال دماء المؤمنين وأموالهم، فوقعوا فيما كفروا به غيرهم. كما عالج الدكتور سليمان ولد خسال من الجزائر في دراسته (المجتمع الإسلامي وشبهة عدم تطبيقه للشريعة الإسلامية) ظاهرة التعامل مع الدول العربية والإسلامية ذات النظم القانونية الوضعية إذ أصبحت ترمى بالتكفير بحجة الحكم بغير ما أنزل الله تعالى، متطرقاً إلى تحديد مصطلح الانحراف الذي يتخذه بعضهم ذريعة للخروج على الحاكم المسلم،على الرغم من تحقق تطبيق الشريعة الإسلامية شكلا وواقعا، ومن ثَمّ ناقش هذا البحث مواقف فقهاء الإسلام قديما وحديثا ورجّح المذهب القائل بوجوب الصبر مع ضرورة التغيير بالوسائل السلمية المتاحة والمشروعة. وعالج البحث أيضا تقدير نجاح أو فشل تطبيق الشريعة الإسلامية عن طريق استعمال القوة وانتهى إلى أن مثل هذا التطبيق لا يكون بالإكراه وواقع التجارب الإسلامية قديما وحديثا أثبت فشل مثل هذا الطرح لأن العنف لا يصنع أمة ولا يحقق مشروعا وإنما قد يولد واقعاً آخر عنوانه الفتنة وخنق الحريات.
وقدم الأستاذ المساعد بقسم القضاء بجامعة أم القرى، ورئيس قسم القضاء الدكتور محمد بن سعود بن راشد الحربي من السعودية بحثا بعنوان (استحلال المعصية،مفهومه وضوابطه) تطرق فيها إلى مفهوم الاستحلال وأنواعه وضوابطه، وأقام الأدلة على أن مستحل المحرم كافر، وبين وجه الدلالة من الأدلة. ثم ذكر أنواع الاستحلال عند أهل السنة والجماعة، وبين ضابط الاستحلال المكفر عندهم، ثم عرض الباحث شبه الاستحلال والرد عليها، وذلك بطريقة محاورة بين مستدل قائل بالاستحلال بسبب شبهة لديه، ومعترض راد على الشبه بأدلة الشرع والعقل السليم. فيما قدم الدكتور عثمان بن معلم محمود بن شيخ علي من الصومال (أنواع التكفير وأحكامها, التكفير المطلق، وتكفير المعيّن، والفرق بينهما) أنواع التكفير والتي شملت التكفير المطلق، وتكفير المعيّن وأحكامها,، والفرق بينهما, وثمرة الفرق بينهما, وشروط تكفير المعيّن وموانع تكفيره, وأدلتها من الكتاب والسنة, وقد توصل الباحث إلى نتائج وتوصيات مهمة. وتناول الدكتور عثمان بن معلم محمود بن شيخ علي من الصومال (أنواع التكفير وأحكامها: التكفير المطلق، وتكفير المعيّن، والفرق بينهما) أنواع التكفير والتي شملت التكفير المطلق، وتكفير المعيّن وأحكامها,، والفرق بينهما, وثمرة الفرق بينهما, وشروط تكفير المعيّن وموانع تكفيره, وأدلتها من الكتاب والسنة, وقد توصل الباحث إلى نتائج وتوصيات مهمة. أما (الاسْتِحْلال وفق الضوابط الشرعية «شبهات تتعلق بالاستحلال») كان عنواناً لورقة الدكتورة هالة بنت محمد بن حسين جستنية من السعودية التي تناولت من خلالها شبهات تتعلق بالاستحلال, فبيِّنت فيه معنى الاستحلال, وضوابط التحريم, ثم تطرقت إلى شبهات تتعلق بالاستحلال، وناقشتها وفق الضوابط الشرعية؛ كاسْتِحْلال الزِّنَا، والرِّبَا، والْخَمْرِ، وَتَرْكِ الصَّلاةِ، والزَّكاة. ثم دارت الحوارات والنقاشات حول موضوع الجلسة.