..لا تندمي
إن أنتِ ألفَيتِ «الأنا العليا» تغادرُ عرشَها
ودَنتْ لتمنحَ للـ «الأنا الأخرى» سعادةَ مَبْسَمِ
لا تندمي..
إن خطّ سيفُ الحزنِ في شفتيكِ
أُخدوداً يقودُ إلى فمي؛
بعضُ الرحيقِ
تشوبُ مطلعَهُ لذاذةُ علقمِ!
نحنُ اللذانِ تجرّعا طَوْعاً كؤوسَ النأيِ
وانتشَيا
بأنهما معاً في العالمِ السُّفْليِّ
قد مدّا لتموزَ النجاةَ قواربَاً تترى
تقاذفها عبابُ العدمِ
ليعودَ كي يكسوْ بأفراحٍ عراقَ الرافدينِ
يُزيلَ عن عينيهِ حزنَ المَأْتَمِ
لا تندمي..
قولي إذا طافتْ بقربكِ غيمةٌ جذلى
وألْقتْ في عروقِكِ والدمِ
من فيضِها المدرارِ أنْ:
هذا العبيرُ الماطرُ الهطّالُ صَبْوةُ مُغرَمِ
هي روحُهُ انسكبتْ
وقد جاءتْ بشوقٍ مُفْعَمِ
..
فإذا شعرتِ أوارَ أنفاسي بصدرِكِ كالسّنا..
أو إنْ سهوتِ إذا سألتُكِ: أينَ كنتِ؟
فقلتِ: «أنتَ...» وقد عنيتِ: «أنا هنا»..
فلقد أصبتِ فإنما كنتِ...أنا!
وأنا غشيتُكِ أو غُشيتُ فلستُ أدري
غيمةٌ كانت لروحكِ؟
أو لروحي؟
فيمَ نسألُ: غيمةٌ كانت لنا
..
أ حبيبتي.. لا تندمي
فسواكِ
إنْ تقصُرْ رؤاهُ عن المقاصدِ يسْأمِ..