في زمن سابق كان إقتناء آلة للتصوير الفوتوغرافي فعلاً يقتصر على القلة التي أغلبها من الشباب، إلا أن الأعوام الخمس الأخيرة شهدت تزايداً ملحوظاً في عدد مقتني ومقتنيات الكاميرات الاحترافية، خاصة لفئة مابين 15-30 سنة، وهي تعد ذات سعر مرتفع نسبياً إضافة إلى صعوبة استخدامها بالشكل الصحيح للإستفادة من خواصها التي تميزها عن غيرها من الكاميرات المدمجة الصغيرة، ومايتبعها من ملحقات أخرى تضاف إليها، وإن كان الغالبية يستخدمها لتصوير لقطات للذكرى أو لرفعها على شبكة الإنترنت كنماذج فنية خاصة به؛ إلا أنه قد لانستخلص من هذا الكم الكبير لهؤلاء المصورين سوى القلة التي تستحق أن نطلق عليها «محترفون»؛ ممن قد يكونوا حصلوا على فرص في التدريب ومنحوا أنفسهم وقتاً أكبر للممارسة والخبرة، لكن ماذا لو الكل تمكن من الاستخدام الأمثل لتلك الكاميرات الاحترافية لأداء دور إعلامي أو توثيقي مثلاً؛ أو لجعل هذا المجال عملاً ومصدر رزق ليتم الاكتفاء بالأيادي المحلية والاستغناء عن غيرها التي تملأ سوق العمل وتستغله بالمبالغة بالأسعار، ولقد رأيت تجارب لفتيات سعوديات امتهن تصوير حفلات الأعراس أو التصوير الإعلاني وتصوير الأطفال وكانت النتائج أكثر من رائعة، ما دام الحماس متوفراً والآلة متوفرة، فما ينقصنا سوى التدريب ولا أعني به تلك الورش أو الدورات البسيطة والقصيرة؛ بل لابد من دورات على مستوى متقدم وبشكل أكاديمي رسمي معتمد من معاهد عالمية، فأغلب المصورين تعلموا ذاتياً من خلال مجلات أومواقع غير عربية، تصلني شهرياً نسخة إلكترونية من إحدى تلك المجلات المتخصصة بالتصوير الاحترافي، تحوي معلومات قيمة جداً مستخلصة من تجارب كبار المصورين وعدداً من الدروس والشروحات ليس فقط في استخدام الكاميرا بل في اختيار الموضوع والصياغات الفكرية التي يتم تجسيدها عبر لحظة من الزمن.
hanan.hazza@yahoo.com