قرأت ما نشرته (الجزيرة) الغراء في عددها يوم الأحد 30 شعبان 1432هـ تحت عنوان: (الحلبي لم يقتل كليبر، والمطلوب استعادة رفاقه من فرنسا).
والخبر المفاجأة - حقاً - لم يتضمن أية أدلة واضحة في نفي ما ثبت في ذاكرتنا الثقافية من أن الطالب الأزهري السوري الحلبي هو الذي قتل الجنرال كليبر قائد الحملة الفرنسية على مصر بعد رجوع نابليون بونابرت إلى فرنسا، والغريب في السياق أن يعدد الدكتور عماد هلال، الأستاذ المساعد لمادة التاريخ الحديث والمعاصر بكلية التربية بجامعة قناة السويس، الأدلة التي تثبت براءة سليمان الحلبي من قتل كليبر! إنها ليست أدلة براءة بقدر ما هي محاولة نزع شرف الجهاد والمقاومة للمستعمر الأجنبي الذي احتل بلداً عربياً مسلماً هو في قلب كل مسلم، وأثبت أن الدفاع عن أرض الإسلام واجب كل مسلم.
إنَّ الخبر المنشور قد يكون أغفل بعض ما ذكره الدكتور عماد هلال، ولكن المذكور منه لا يعطي للقارئ سوى تشويه صورة من التلاحم بين أجزاء الجسد الواحد من دون أن يقدم البديل.
وأول سؤال كان على الباحث د. هلال أن يجيب عنه هو من قتل كليبر إذن!؟ وهل يحتاج الحلبي البطل إلى تبرئة من شرفه الذي ناله؟ وإذا جرده من هذه البطولة فلماذا يطالب بالاحتفال رسمياً بذكرى وفاته يوم 17 يونيو من كل عام واصفاً إياه بأنه شهيد العدالة الفرنسية المزعومة؟ لأنه بهذا المنطق يحتاج إلى جعل أيام السنة كلها احتفالات لذكرى شهداء العدالة الاستعمارية المزعومة في بلاد العرب والإسلام.
أنا من مدينة حلب التي يحمل أحد أحبائها اسم سليمان الحلبي، وأعتز بأن يكون سليمان الحلبي هو قاتل كليبر، ولا يسرني، ولا يسر غيري أن يبرأ من ذلك؛ لأن تبرئته إثبات لوصف قتل كليبر بالجريمة.
شمس الدين درمش- الرياض