|
الجزيرة - عبدالرحمن اليوسف
ما بين عام 1383هـ حينما شاركت جمعية الكشافة العربية السعودية لأول مرة في الجامبوري الكشفي العالمي في نسخته الحادية عشرة في سهل مارتون في اليونان وهو العام الذي سجلت فيه الجمعية في المكتب الكشفي العالمي، وبين مشاركتها في الجامبوري الثاني والعشرين الذي اختتم نهاية الأسبوع الماضي في رينكابي الواقعة خارج بلدة كريستانستاد بمملكة السويد حدثت نقلة كبيرة في المشاركة السعودية في جميع النواحي بفضل الدعم الذي تجده الأنشطة الكشفية من ولاة الأمر -حفظهم الله- بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي سيطلق مع جلالة ملك السويد في شهر سبتمبر المقبل مبادرة جديدة تجمع وتربط بين عمل الكشافة، وعلم الحوار من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ونموذج المعرفة العالمي المستلهم من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، حيث سنرى بإذن الله ولادة «رسل السلام» من على أرض الجامعة بمشاركة 2000 كشاف من داخل المملكة و1500 كشاف من الخارج ممثلين لأكثر من 80 دولة.
هذا الدعم الذي رفع عدد المشاركين في الجامبوري الحادي عشر من 13 مشارك من المملكة إلى ما يقارب الـ 300 مشارك في الجامبوري الثاني والعشرين، لاشك أن ذلك العدد جاء ضمن منظومة عالمية هي الأخرى شهدت زيادة في الأعداد فبعد أن كان المشاركون في اليونان 14000 زاد إلى 38000 وبعد أن كان عدد الدول 85 أصبح في الجامبوري الأخير 150 دولة.
وشهدت المخيمات تلك اهتماماً من الدول المستضيفة ففي اليونان افتتحه الأمير قسطنطين ولي عهد اليونان والكشاف الأعظم لكشافة اليونان وفي السويد شرفه في كثير من فعالياته ملك السويد الرئيس الفخري للصندوق الكشفي العالمي كارل جوستاف السادس عشر. لقد أبدع الكشافة السعوديون في اليونان ومنهم معالي الدكتور عبدالله عمر نصيف وعباس حداوي والمرحوم زاهد قدسي ووضعوا الخطوات الأولى للكشفية السعودية لتستمر المسيرة ويأتي هذا العام بشكل مغاير ونقلة نوعية في كل شيء بدءاً من مستوى التمثيل السعودي عندما شاركهم رئيس مجلس الإدارة سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود فعالياتهم، فكان أن بدأها بالالتقاء بملك السويد في قصره بجزيرة أوت لاند، وسلمه رسالة من خادم الحرمين الشريفين ودعاه لحضور مخيم السلام الثاني، ثم زيارته للمخيم والالتقاء باللجنة الكشفية العالمية وافتتاح العديد من المناشط ومنها برنامج الحوار والمركز الطبي، وبرنامج رسل السلام، والمعرض الكشفي السعودي ويختم يومه بحضور حفل الافتتاح الرسمي ويشارك أبناءه الكشافة في اليوم التالي فعالياتهم.. فيما قام نائب الرئيس البروفسور عبدالله بن سليمان الفهد بجهود أخرى كان لها الدور البارز فيما تحقق للكشافة السعودية من إنجازات ومن أهمها الالتقاء برئيس اللجنة الكشفية العالمية سيمون ري، ومدير الصندوق الكشفي العالمي جون قيقان في المقر الرئيس للجمعية وإلقاء محاضرة عن الاندماج في الكشفية عرض فيها التجربة السعودية بخلاف الالتقاء بزملائه أعضاء اللجنة العالمية، وعرض التجربة السعودية في إدارة الحشود بمكة المكرمة والمدينة المنورة، والالتقاء بأعضاء المؤتمر الكشفي واتحادات البرلمانيين واتحادات الأديان وأمناء المكاتب الإقليمية.
وكان لأعضاء الوفد تميز آخر ففي بيت الشعر الذي بناه السعوديون في مكان إستراتيجي بأرض المخيم عرضت فيه الكثير من العادات والثقافة السعودية ومن أهمها الكرم العربي والرقصات الوطنية والأكلات الشعبية والأزياء والمقتنيات التراثية، وشهد المعرض الكشفي السعودي إقبالاً من آخرين للتعرف على تاريخ الكشافة السعودية ودورها في خدمة المجتمع خاصة خدمة الحجاج والزوار والبيئة ورسالتها التي رسمتها في عدة برامج من أهمها هدية السلام ورسل السلام.
وفي القرى العالمية كان التواجد السعودي الأكثر إقبالاً من المشاركين خصوصاً لوحة السلام وصناعة القلائد والألعاب الشعبية والموروث الشعبي، وتعليم اللغة العربية وقدمت الفرقة الموسيقية الكشفية أجمل الألحان والمعزوفات بدءاً من السلام الملكي السعودي والسويدي ومروراً بنشيد المخيم والأناشيد والأغاني الوطنية السعودية التي أخذ أفراد المخيم في ترديدها آخر أيام الجامبوري.
لقد قدم 150 فرداً من الوفد السعودي لوحة من العمل التطوعي كانت محل إعجاب وتقدير المنظمين للجامبوري فقد توزعوا على الحراسات والخدمات الأمنية، والتموين والتخزين، والعيادات الطبية فكانوا خير ممثل للشباب السعودي.
وقبل أن يسدل الستار على المخيم كان أن أعلن فوز كشافة المملكة بالعديد من القلائد والأوسمة والباجات لتكون من ضمن الدول الأكثر حصولاً عليها.
كل ذلك كما وصفه نائب رئيس الجمعية الدكتور عبدالله الفهد جاء امتداداً للدعم الذي تجده الكشفية والحرص والمتابعة والسعي للتطوير الذي يحرص عليه سمو رئيس مجلس الإدارة مقدماً شكره لكافة القطاعات الكشفية على تعاونها الذي أسفر عن هذه الإنجازات التي سيخلدها التاريخ للكشافة السعودية.