|
أصعب قرار يتخذه الشخص هو الابتعاد عن داره أو مسكنه الذي يحبه ويعشقه للبحث عن الأجواء الصحية التي تساعده على مواصلة إبداعه وتؤمن معيشته ولا تتصيد فيه أخطاؤه و لا تضخم زلاته ويتم التعامل مع إنسانيته بكل هدوء بعيدًا عن الصخب والانتقاد المبالغ فيه، وهذا هو الذي فعله ياسر القحطاني.. فقد قرر اللاعب الذهاب للعين الإماراتي لكي يفتك ويرتاح من أعداء النجاح المتواجدين بكثرة في الوسط الرياضي ويريح الآخرين الذين بان ووضح للجميع بأنهم أعجز وأضعف من أن يصدروا قرارات تنصفه كلاعب سعودي وتحفظ له كرامته وهيبته.. الحقيقة التي يجب أن يعيها ويفهمها الجميع بأن ياسر منذ إعلانه الصريح باختيار اللعب للهلال ورفضه لعرض المخربين والحملات المغرضة تتوالى عليه حتى وصلت للحكام الأجانب الذين يأتون لإدارة المباريات المهمة في المسابقات المحلية بأن ياسر لاعب يجيد التمثيل في الملعب بل إن عقولهم الصغيرة قادتهم لمحاربة ياسر فقط لأن مدرب المنتخب رشحه لحمل شارة الكابتنية وغيرها العديد من الأمثلة التي لم تمر على لاعب سعودي قط ومع ذلك ظل ياسر صامدًا في وجه تلك التيارات والحملات بل وساهم في حسم العديد من البطولات للهلال، وهذا ربما الذي أغاظ تلك الفئة المتأزمة من النجاحات الهلالية فواصلوا أفعالهم الخسيسة في حق ياسر حتى استطاعوا بالطرق غير المشروعة من الوصول لأهدافهم الدنيئة.. نعم ياسر انخفض مستواه في السنتين الأخيرتين ولكن علينا ان نسأل لماذا وصل لتلك الحالة المتردية ولم يستطع من الخروج منها بالرغم من الدعم الكبير الذي وجده من جمهور الهلال فقط وأشدد على كلمة فقط مع محاولات خجولة من بعض الإعلام النزيه لأنه وبكل أسف الكثير تخلى عن ياسر وعن الدفاع عنه ونصرته في كل القضايا التي ظلم فيها ياسر وامتهنت كرامته.. فالمواقف السلبية لم تتوقف عند اللجان في الاتحاد السعودي الذين لم يطبقوا اللوائح والأنظمة في لائحة العقوبات بعقوبة أي مدرج يصدر ألفاظا مسيئة لأي شخص داخل الملعب بل ظلوا يتفرجون على الألفاظ المسيئة التي يطلقها مدرج الناديان الأصفران ضد ياسر حتى إنهم لم يكلفوا أنفسهم بأن يظهروا بيانا تحذيريا ليتصدوا لتلك التصرفات والصيحات الصبيانية.. أيضاً حتى وياسر على مشارف مشاركة وطنية مهمة مع المنتخب ويتم اتهامه زوراً وبهتاناً بتعاطي المنشطات لم يظهر أحد ويدافع عنه كمواطن بريء أولاً وكابتن للمنتخب ثانياً في ذلك الوقت.. بصراحةبل أن نطالب ياسر باستعادة مستواه كان علينا في البداية أن نسائل ونحاكم اللجان في الاتحاد السعودي وإدارة المنتخبات لماذا صمتوا وغضوا الطرف عن الصيحات والاتهامات التي طالت ياسر هل لأنه يلعب في الهلال أم لأن المسيئين من الناديين الأصفرين ؟!.. حتى إدارة الهلال وبكل أسف كان موقفها سلبيا فيما وصل وحصل لياسر إما بصورة مباشرة كما حصل اولاً في سلبيتها في اتخاذ موقف صارم وحازم ضد الاتهام المباشر له مع زميله نواف العابد بتعاطي المنشطات وثانيا في تجاهلها لتلك الصيحات الصبيانية ضد نجمهم ياسر في المدرجات فلم نسمع يوماً انتقاداً أو امتعاضاً علنياً يلوم اللجان في عدم حماية لاعبهم من الألفاظ المسيئة والعلنية.. أو بصورة غير مباشرة في عدم استقطاب مهاجم ثان يلعب بجانب ياسر يخفف عنه العبء حتى استهلك ياسر من كثرة اللعب كمهاجم أساسي ووحيد يعتمد عليه كل المدربين الذين أشرفوا على تدريب الهلال فضلاً عن مشاركاته مع المنتخب حتى أصيب خلال فترة وجيزة بالصفاق لمرتين جراء الإرهاق الذي أصابه بسبب تعدد وكثرة المباريات.
عموماً إعارة ياسر للعين الإماراتي في نظر كل عادل او منصف هو قرار صائب حتى وإن وجد معارضة شديدة من بعض جمهور الهلال خاصة في هذا الموسم بعد خروج الهلال من دور الـ16 في البطولة الآسيوية وبالتالي ممكن ان يعود ياسر وكما قال وهو بأحسن حال بمعنى أنها (استراحة محارب) ويقود الهلال بإذن الله في العام القادم في الأدوار النهائية في البطولة الآسيوية وأيضا يساهم في صعود المنتخب لنهائيات كأس العالم 2014هـ.
إرسال وأسامة الهلال
في الوقت الذي كان فيه غالبية الوسط الرياضي والمهتمين بشأن المنتخب يعيشون حالة ترقب وتخوف قبل مباراة منتخبنا الأولى أمام نظيره منتخب هونج كونج خاصة بعد ظهوره بمستوى غير مقنع في البطولة الدولية والودية في الأردن كان برنامج إرسال في القناة الرياضية السعودية وفي نفس يوم المباراة مهتما جداً بأخبار بقاء أو انتقال لاعب الهلال أسامة هوساوي وبث خبر من نوعية أخبار ( يقولون ): إن هناك قريبًا لأسامة يحرضه على عدم التجديد لناديه الهلال حتى يدخل فترة الستة شهور ويتم توقيعه للاتحاد!!.. بكل أسف تعامل برنامج إرسال في تلك اللحظة على أن أسامة لاعب في الهلال ولم ينظر إليه على أنه لاعب في المنتخب لديه بعد عدة ساعات مباراة رسمية ومهمة تحدد مصير المنتخب السعودي في المضي نحو الأدوار النهائية في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014هـ وأمام منتخب مجهول على الأقل للكثير من المتابعين.. البرنامج له مواقف مشابه وخاصة مع الهلال فالجمهور الهلالي مازال يتذكر ما قام به البرنامج في يوم مباراة الهلال والغرافة والتي أقيمت في الدوحة في البطولة الآسيوية قبل عدة شهور من نبش قضية إيقاف المقاتل الروماني رادوي ومناقشتها بالرغم من أنها أشبعت طرحاً ونقاشاً ولكن يبدو أن المسئولين عن البرنامج يجدون متعة عندما يطرحون قضايا الهلال ولاعبيه في أيام المباريات بل وقبلها بعدة ساعات.. الغريب أن ذات البرنامج قد استضاف عن طريق الهاتف الأستاذ النشط حسن الناقور وهو عضو مجلس إدارة وأكد أنهم قد انتهوا من الاتفاق مع اللاعب أسامة هوساوي على تجديد عقده والسماح له بالاحتراف الخارجي إن كان هناك عرض رسمي له ولا أدري كيف البرنامج يتجاهل أحاديث العضو الرسمي والمصدر الموثوق ويسارع ببث خبر مجهول المصدر؟!.
انهيار نجمة عنيزة
بعد صعود فريق النجمة إلى الدرجة الأولى استبشر النجماويون بعودة نجمة عنيزة إلى وضعها الطبيعي وعودة ذلك الزمن الجميل الذي قدمه وقاده باقتدار النجماوي الأصيل والخبير الرياضي صالح الواصل إلا أن الإدارة الحالية بقيادة إبراهيم السيوفي انشغلت بتلبية الدعوات وإقامة الاحتفالات عن تجهيز الفريق لبداية الاستعدادات والإعداد لأهم مرحلة يمر بها الفريق بعد عودته من سنوات الضياع في الدرجة الثانية بالرغم من الخبرة الإدارية التي يمتلكها السيوفي.. تحدث الكثير عن دوري الدرجة الأولى مراراً وتكراراً وانه دوري قوي ويحتاج لاستعداد خاص والفرق الذي تلعب فيه قوية ولديها خبرة وتمرس ولكن الإدارة تجاهلت كل تلك التحذيرات والتنبيهات وجعلت المدرب المنصف كبش فداء لسوء إدارتها الذي طال بعض الأعضاء الفاعلين والذين فضلوا الابتعاد بعد المضايقات المتكررة بالرغم من دورهم الفعال في جلب دعم مالي لقطاع الناشئين والشباب.. ليس خافياً أن هناك عرضًا قدم لنجمي الفريق زامل السليم ومحمد القصمة قبل بداية الموسم الماضي من نادي الهلال وصلت قيمته خمسة ملايين ولكن تعنت الإدارة في بيع عقديهما والاستفادة منه في انتداب لاعبين آخرين لا يقلون عنهما أو أفضل منهما أوقع الإدارة في حرج خاصة مع تولي نتائج الفريق السيئة حتى آلت إلى هبوط الفريق للدرجة الثانية لأنه كان بالإمكان أفضل مما كان لو أن رئيس النادي إبراهيم السيوفي حكم العقل وابتعد عن العاطفة وتصرف بشجاعة وباع عقد اللاعبين قبل أن يذهبا بالمجان للاتفاق والحزم.. المطلوب من الإدارة في الوقت الحالي تدارك أخطاء وعلاج السلبيات الماضية وتلافي الوقوع فيها لأنني أخشى ما أخشاه أن تنهار النجمة للمرة الثانية وبالتالي ننتظر سنوات طويلة أخرى لإعادة بناء الفريق من جديد.
سليمان الجعيلان
suliman2002s@windowslive.com