حلوة هي الزهرة حين تفتحها
وشوق للشمعة لحظة انطفائها
عند بلوج الصبح يحضنني نورها
وعند المغيب يأسرني انزلاقها
فيا شمسا أضاءت سنيناً وسنين
ويا قمرا كان للَّيل سراجًا منير
ويا نجما أضاء حلكة الليل الطويل
احكي للفؤاد قبل أن يضيع
عن الحب عن الوطن عن كل أسير
نزل الدمع يشكو شوقه للقاء
إن للغياب لوعة و حنين
كسر الألم كل حلم بات بعيد
لا تحزني يا زهور النرجس و الياسمين
إن للغد يوم ربيع تزهر فيه الجنان
إن للدهر يوما ترجع فيه الأمجاد
فأشهدِ التاريخ ثم أشهدِ العيون
عن كل أسطورة عاشت بين الحصون
عن الأيادي التي صنعت حلم الأندلس
فأضحت قرطبة جنة الفردوس
عودي يا طيور السنونو
إلى أعشاشك.. إلى حضن الوطن
أما أنا فسأكون في كل مكان
لن أخون ...لن أنسى ...
كل لحظة ...كل يوم ...كل السنين...
فأي لحن يصنعني نغمة على ضفاف نهر عميق
و أي كلمات ستحكي عن ماض ٍ سحيق
عن زمن راح يغرق الأحلام في دموع الحنين
لا تذوبِ يا شمعتي
انطفاؤك يحرقني
يشعل الفؤاد
لا تذوبِ قبل المغيب
إني أجلس أحاور القمر
يروقني النظر إليه
وتبعثرني ذكريات الربيع
اتركوني اللّيلة ...أحكي ...أبكي..أحلم
إن للّيل سوادا يأسر الفؤاد
إن للّيل لحظات السمر
يحلو فيها الرقص والسهر
إنها ليّلة غير كل اللّيالي
فاتركوني ..أتركوني ...و أذكروني
عندما يبلج الصبح
حينما تغرد الطيور
وتتفتح الزهور ويَرِفُ الشجر
حينها أفتح مقلتاي
لأرى الشمس من جديد
تعانق الأفق الفسيح
ترتسم على شفتاي فرحة طفل صغير
تثلج قلبي بسمة الأمل
وأرى في العيون كلّ ما رغبت فيه
بعد الفراق.. بعد البحث الطويل
تبا لكل ما مر من عبث
من حبر لطخ الورق
من كلمات لم نعد ندرك معانيها
من القصائد... منا نحن